يؤكد الأطباء المختصون أن الأورام الليفية الرحمية كتَل عضلية تنمو داخل جدار الرحم أو على سطحه أو في تجويفه، وتختلف أحجامها من مليمترات إلى كتل قد تؤثر في شكل الرحم ووظيفته. ورغم أنها أورام حميدة ولا تتحول عادةً إلى سرطان، إلا أن وجودها قد يثير القلق بشأن الخصوبة وفرص الحمل. ويعتمد تأثيرها على الخصوبة بشكل رئيسي على النوع والحجم والمكان وعدد الأورام.

ما هي الأورام الليفية؟

تنمو الأورام الليفية داخل جدار الرحم أو على سطحه أو في تجويفه، وتتنوع في الحجم من مليمترات إلى كتل كبيرة قد تؤثر في شكل الرحم ووظيفته. وتوجد أنواعها حسب موضعها: تحت المخاطية داخل تجويف الرحم، داخل جدار الرحم، وتحت المصلية على سطح الرحم. قد تكون بلا أعراض في بعض الأحيان، بينما يصاحبها نزيف مفرط وآلام حوضية عند أخرى. وتُبرز أهمية معرفة النوع والمكان لتحديد التأثير على الخصوبة.

تأثير الأورام الليفية على الخصوبة

تعد الأورام تحت المخاطية الأكثر تأثيرًا على الخصوبة لأنها تشوه بطانة الرحم وتعيق انغراس البويضة وتزيد احتمال الإجهاض المتكرر. أما الأورام داخل جدار الرحم فربما تؤثر على انقباضات الرحم وتغذية بطانته وتعرّض الحمل لصعوبات في الانغراس. وتختلف قوة التأثير وفق حجم الورم، فكلما كبر حجمه زادت احتمالية حدوث مشاكل في الحمل. تبقى العوامل الفردية مهمة، وقد يستلزم التخطيط للحمل تقييمًا ذا علاقة بمكان الورم وحجمه وعددها.

الأعراض المرتبطة بالأورام الليفية

قد تلاحظ بعض النساء أعراضًا مثل غزارة الدورة الشهرية وآلام الحوض أو الانتفاخ، بينما يوجد من لا يعانين من أعراض واضحة رغم وجود الورم. كما قد تشكو بعض النساء من كثرة التبول أو ألم أسفل البطن وفق موقع الورم وحجمه. ويرتبط ظهور الأعراض بمكان الورم وحجمه، لذا تعتبر المتابعة الدورية ضرورية حتى في حال غياب الأعراض.

كيف تؤثر على الحمل

يمكن أن تزيد الأورام الليفية من مخاطر الإجهاض وتؤخر نمو الجنين في بعض الحالات وتؤدي إلى ولادة مبكرة أو وضعية غير طبيعية للجنين. كما قد تحتاج بعض الحالات إلى الولادة القيصرية بسبب موضع الورم أو حجمه. لا تحدث المخاطر نفسها عند جميع النساء لكنها مرتبطة بمكان الورم وحجمه وعدد الورم. بعد العلاج المناسب أو الإزالة قبل الحمل، تتوافر فرص حمل أفضل في كثير من الحالات.

طرق التشخيص ووسائله

يعتمد تشخيص الأورام الليفية على السونار كأداة رئيسية، وقد يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في الحالات المعقدة. كما يمكن استخدام منظار الرحم لتشخيص ورصد الأورام داخل تجويف الرحم ومعالجتها. توفر هذه الفحوص معلومات دقيقة عن الموقع والحجم وتأثير الورم على الرحم والخصوبة. يستند اختيار العلاج إلى النتائج السريرية وتفضيلات المريضة وهدفها من الحمل.

خيارات العلاج المتاحة

توفر الرعاية الصحية خيارات متعددة تركز على تقليل الأعراض وتحسين الخصوبة وتطورت كثيرًا مقارنة بالماضي. العلاج الدوائي يهدف إلى تقليل النزيف والألم لكنه غالبًا لا يزيل الورم نفسه. في الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي، تكون الجراحات طفيفة التوغل مثل إزالة الورم بالمنظار الرحمي خيارًا شائعًا خاصة للأورام داخل تجويف الرحم وتكون له أثر إيجابي على الخصوبة.

أما الحالات الكبيرة أو المعقدة فتلجأ إلى جراحة بالمنظار أو جراحة تقليدية، وتُعزز هذه الإجراءات فرص الحمل في كثير من الحالات. يقرر الطبيب أفضل خيار بناءً على حجم الورم وموقعه وعدد الأورام. بعد العلاج، تتاح فرص الحمل بشكل أكثر ثباتًا للعديد من النساء، مع متابعة طبية لضمان سلامة الحمل وصحة الأم.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح الأطباء بمراجعة طبيبة أمراض النساء في حال استمرار تأخر الحمل لمدة عام، أو ستة أشهر إذا كان العمر فوق 35 عامًا. كما يجب التوجه للطبيب عند وجود دورة شهرية غزيرة وآلام غير عادية في الحوض أو تاريخ تشخيصي سابق بالأورام الليفية. تصبح المتابعة الطبية ضرورية لمراقبة النمو والتغيرات المحتملة في الورم قبل التخطيط للحمل. كما تساهم الاستشارات المبكرة في حماية الصحة الإنجابية وتحسين فرص الحمل عند الرغبة في الحمل مستقبلاً.

شاركها.
اترك تعليقاً