تشير نتائج دراسة حديثة نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية إلى وجود علاقة وثيقة بين الخيارات الغذائية وزيادة خطر الإصابة بسرطان المرارة الصامت. وتذكر النتائج أن بعض أصناف الطعام الشائعة تلعب دورًا في تطور المرض وغالبًا ما يُكتشف في مراحله المتأخرة. وقد نُقلت التقارير عن صحيفة ديلي ميل البريطانية في هذا الشأن.
دور الغذاء الحديث في تفاقم المخاطر
يؤكد خبراء الأورام أن النمط الغذائي المعاصر، المتمثل في الإفراط في تناول الأطعمة فائقة المعالجة، يساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الإصابة. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تأثير هذه الأطعمة على توازن الميكروبيوم في الأمعاء. كما لوحظ أن اللحوم الحمراء والمصنعة ترتبط بمخاطر صحية متعددة كارتفاع ضغط الدم وسرطان الأمعاء، ويُعزى ذلك إلى مركبات النترات الموجودة في اللحوم المصنعة.
حل بسيط: قوة البقوليات
كشفت دراسة دنماركية عن خطوة وقائية بسيطة لكنها فعالة: استبدال حصة أسبوعية واحدة من اللحوم المصنعة بالبقوليات. هذا الاستبدال يقلل من خطر الإصابة بأمراض المرارة بشكل ملموس. أكد البروفيسور دانيال إبسن أن هذا الانخفاض في الخطر، رغم أن آلية العمل لم تُدرس مباشرة، يشير إلى أن ألياف البقوليات جزء أساسي من الحل.
منهجية الدراسة والنتائج الإحصائية
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 121,593 مشاركًا من البنك الحيوي البريطاني، بمتوسط عمر يبلغ 57 عامًا. جرت المتابعة عبر استبيانات تفصيلية حول النظام الغذائي والصحة، إضافة إلى قياسات حيوية مثل مؤشر كتلة الجسم. خلال فترة المتابعة التي تجاوزت عقدًا من الزمن، سجل الباحثون 3,772 حالة إصابة بمرض المرارة، وارتبطت هذه الحالات بتناول كميات أكبر من اللحوم الحمراء والمصنعة. كما كان المصابون غالبًا من ذوي مؤشر كتلة الجسم المرتفع، وأكثر تدخينًا، أو مستخدمين للعلاج الهرموني البديل أو موانع الحمل الفموية.
الآليات البيولوجية المقترحة
يرجح الباحثون وجود آليتين رئيسيتين لهذا التأثير الإيجابي للبقوليات. أولاً، دعم صحة الأمعاء عبر ألياف البقوليات التي تحفز نمو البكتيريا المحللة للألياف، مما يحسن وظائف الجهاز الهضمي. وهو أمر مهم بالنظر إلى أن مرضى سرطانات القناة الصفراوية سابقًا ظهر لديهم مستويات أقل من البكتيريا النافعة.
ثانيًا، تنظيم الكوليسترول عبر مساهمة البقوليات في خفض الكوليسترول وتقليل الدهون المشبعة. وتعمل الألياف القابلة للذوبان كإسفنجة تمسك بالعصارة الصفراوية الغنية بالكوليسترول وتساعد الجسم على التخلص منها قبل امتصاصها. هذا يساهم في تقليل المخاطر.
عوامل الخطر والتحذيرات
تشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية إلى أن السمنة والحميات الغنية بالدهون والفقيرة بالألياف، وفقدان الوزن السريع، جميعها ترتفع معها احتمالية تشكل حصوات المرارة وتصبح عامل الخطر الأبرز لسرطان المرارة. وتؤكد أن حصوات المرارة تزيد خطر الإصابة بخمسة أضعاف. ويُشار إلى أن سرطان المرارة غالبًا ما يبقى خفيًا حتى مراحل متقدمة. وتشمل أعراضه اليرقان وحكة الجلد وآلام البطن والغثيان وتغير لون البول والبراز.


