توضح هذه المادة أن جرثومة المعدة هي عدوى شائعة في العالم وتبقى أسبابها وطرق علاجها معروفة، لكنها لا تزال محاطة بمفاهيم خاطئة تتناقلها الأحاديث اليومية ومواقع التواصل. تشير تقارير متخصصة إلى أن هذه الخرافات تتجاوز حدود العلم وتدخل في عالم المعتقدات الشعبية، مما يؤدي إلى تأخّر العلاج أو الاعتماد على وصفات غير مدروسة. وتؤكد المصادر الطبية أن الجرثومة تعيش داخل بطانة المعدة وتتطلب علاجًا دوائيًا مركبًا يشمل مضادين حيويين مع مثبِّط للحموضة بإشراف الطبيب. كما توضح هذه المصادر أن تشخيص الإصابة لا يعتمد على الأعراض وحدها وإنما على فحوص دقيقة مثل اختبار التنفّس باليوريا أو تحليل البراز للكشف عن مستضدات البكتيريا.

خرافات شائعة

أحد الخرافات الشائعة يربط العدوى بتناول الأطعمة الحارة أو المقليّة. لكن الحقيقة أن العدوى تنتقل غالبًا عبر اللعاب أو الأدوات الملوثة أو المياه غير النظيفة. يتجاهل هذا الاعتقاد أن نوع الطعام نفسه ليس العامل الحاسم في انتقال البكتيريا. ويؤدي الاستمرار في هذا الاعتقاد إلى تأجيل العلاج أو اختيار وصفات غير مدروسة.

من المفاهيم الخاطئة أيضًا أن المريض قد يشفى تلقائيًا دون علاج. ولكن الدلائل العلمية تؤكد أن البكتيريا قد تبقى في بطانة المعدة لسنوات ما لم يتم القضاء عليها دوائيًا. لذلك، يتطلب الأمر خطة علاجية محددة تعتمد على مركب من مضادات حيوية ومثبطات الحموضة. والتشخيص الصحيح يعتمد على فحوص دقيقة وليس على مجرد أعراض مثل الانتفاخ أو الحموضة.

يُعتقد في بعض الأحيان أن التحاليل المنزلية أو الاعتماد على الأعراض وحدها يكفي لتأكيد الإصابة. في الواقع، يوضح الأطباء أن التشخيص الدقيق لا يتم إلا باختبار التنفّس باليوريا أو تحليل البراز للكشف عن مستضدات البكتيريا. هذه الفحوص لا يمكن الاعتماد فيها على التقدير الذاتي. إن الإبقاء على هذه الأساليب دون فحص طبي قد يؤدي إلى تفاقم الالتهاب أو تطور مشكلة.

أخيرًا يربط بعض الأشخاص تكرار العدوى بفشل العلاج. والواقع أن السبب غالبًا ما يكون عدم الالتزام بمواعيد الجرعات أو إيقاف الدواء مبكرًا، ما يسمح للبكتيريا بإعادة نشاطها. لذا فإن الالتزام بخطة العلاج هو العامل الحاسم في القضاء على البكتيريا بنجاح. ويمكن تقييم القضاء على البكتيريا من خلال فحص بعد انتهاء العلاج للتأكد من النتيجة.

الأعشاب الأكثر تداولًا

من بين الأعشاب الأكثر تداولا في الوصفات الشعبية الزنجبيل والثوم والعسل والكركم والتوت البري وسمغ المستكة، إضافة إلى الشاي الأخضر وزيت الزيتون وعرق السوس. تشير المصادر إلى أن بعض هذه المواد تحتوي مركبات مضادة للبكتيريا أو مضادة للأكسدة وتساعد على تهدئة بطانة المعدة وتقليل الالتهاب. وتشير الدراسات إلى أن نتائجها الإيجابية غالبًا ما تكون من نتائج تجربة في المختبر أو على نماذج حيوانية وليست منسوبة بنفس القوة إلى الإنسان. بالتالي، لا يمكن الاعتماد على هذه الأعشاب كعلاج قاطع للجرثومة وحدها.

هل يمكن الاعتماد على الأعشاب وحدها؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأعشاب قد تكون عاملًا مساعدًا في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل بعض الأعراض، لكنها ليست علاجًا فعالًا للقضاء على جرثومة المعدة. بحسب الأطباء، تحتاج جرثومة المعدة إلى نظام علاجي متكامل يشمل نوعين من المضادات الحيوية ومثبطًا للحموضة لمدة لا تقل عن أسبوعين، يليه اختبار للتأكد من القضاء الكامل على البكتيريا. كما أن الاعتماد على الأعشاب وحدها أو تأخير العلاج الدوائي يمكن أن يعرض المصاب لمخاطر كبيرة مثل تفاقم الالتهاب أو تكوّن قرحة مزمنة. ويحث الخبراء على استشارة الطبيب قبل إدخال أي مكمل عشبي ضمن خطة العلاج نظرًا لاحتمالية التداخلات الدوائية مع أدوية الحموضة أو الضغط أو السكري.

شاركها.
اترك تعليقاً