كشفت مهمة Chang’e-6 عن تماسك غير متوقَّع في ترب قمرية عند موقع هبوطها، ما قد يعيد تشكيل تصور العلماء لخصائص سطح القمر.

أظهرت النتائج التي نُشرت في Nature Astronomy تماسكاً استثنائياً وتكوّناً جسيمياً غير اعتيادي، ما يثير أسئلة مهمة حول العمليات التي تشكل بيئة القمر عبر الزمن.

نتائج وتداعيات الدراسة

جلبت Chang’e-6 عينات قمرية فريدة، وتبيّن أن السبب المحتمل يعود إلى تركيبها المعدني، وبالأخص ارتفاع نسبة البلاجيوكليز وحجم الجسيمات الذي يقارب 48.4 ميكرومتر، وهو عامل يعزز التماسك مقارنة بالترب القمرية التقليدية.

على عكس التربة القمرية المعتادة التي تميل إلى الانهيار، تتميز تربة Chang’e-6 بلزوجة عالية تجعلها أكثر مقاومة للتفتت وتطرح أسئلة جديدة حول سلوك سطح القمر.

تشير عمليات التجوية الفضائية والقصف المستمر من النيازك الدقيقة وأشعة الشمس إلى إعادة تشكيل هذه التربة كيميائياً وفيزيائياً، كما أن الاصطدامات المتكررة عبر مليارات السنين ساهمت في تعزيز التماسك الملحوظ.

أشار البروفيسور تشي إلى أن الجسيمات الدقيقة عادة ما تكون أكثر كروية، لكن عينات Chang’e-6 تكشف أشكالاً أكثر تعقيداً تعكس ديناميكيات سطحية غير متوقعة.

يكتسب هذا الاكتشاف أهمية كبيرة للبعثات المستقبلية إلى القمر، ففهم تماسك التربة ضروري لتصميم المركبات والمعدات الفضائية وتأثيره في الحفر والتنقل واستغلال الموارد القمرية.

التربة المتماسكة قد تتطلب حلولاً هندسية جديدة للأدوات والمعدات، كما أن معرفة خصائصها أساسية لتخطيط مساكن رواد الفضاء وضمان سلامتهم أثناء التنقل على سطح القمر.

مقارنة عينات Chang’e-6 مع عينات أبولو تُظهر فروقاً واضحة في التماسك والتكوين، ما يبرز تنوع القمر الجيولوجي بين المواقع المختلفة وتساعد هذه المقارنات العلماء في بناء صورة أشمل لتاريخ القمر وعمليات إعادة تشكيل سطحه عبر الزمن.

شاركها.
اترك تعليقاً