تكشف هذه المادة عن خرافات شائعة حول جرثومة المعدة وتوضح الطرق العلاجية المعتمدة ونصائح الخبراء. تؤدي المعتقدات الخاطئة إلى تأخير العلاج أو الاعتماد على وصفات غير مدروسة، مما يعرض المرض لخطر المضاعفات مثل القرحة أو الأورام. تشير تقارير إلى أن كثيراً مما يُشاع لا يتوافق مع الأدلة العلمية ويجب الاعتماد على العلاج الطبي تحت إشراف الطبيب لضمان القضاء على البكتيريا. من أبرز الشائعات ما يلي؟
خرافات شائعة حول جرثومة المعدة
من الخرافات الشائعة القول بأن الأطعمة الحارة هي سبب العدوى، بينما الحقيقة أن العدوى تنتقل غالباً عبر اللعاب، أو الأدوات الملوثة، أو المياه غير النظيفة، وليس من خلال نوع الطعام. يخطئ البعض بالاعتقاد بأن العدوى ستزول تلقائياً من دون علاج، لكن البكتيريا قد تبقى لسنوات إذا لم يتم القضاء عليها دوائياً. كذلك، يربط بعض الأشخاص تشخيص العدوى بمظاهر مثل الانتفاخ والحموضة وحدها ويظنون بإمكان الاعتماد على هذه العلامات في تأكيد الإصابة، وهو أمر غير موثوق لأنه يحتاج إلى اختبارات محددة. كما يُفسر تكرار العدوى أحياناً كفشل للعلاج، في حين أن السبب غالباً هو التغيب عن مواعيد الجرعات أو التوقف المبكر عن العلاج وليست فاعلية الدواء نفسها.
قد تكون العلاجات الشعبية مغرية لدى البعض لكنها لا تقدم حلاً حاسماً للبكتيريا؛ وتؤكد الدراسات أن الاعتماد على الأعشاب وحدها قد لا يحقق القضاء الكامل على الجرثومة. كما تظل الحاجة ماسة لإجراء الاختبار النهائي بعد العلاج للتأكد من وجود البكتيريا أم لا. وتظل الأدوية التقليدية المتمثلة في مضادين حيويين ومثبط للحموضة ضرورية ضمن برنامج علاجي موثق، مع وجود متابعة طبية دقيقة وتقييم لاحق للتحسن. ويؤكد الخبراء أن التأخر في العلاج أو الاعتماد على وصفات غير معتمدة قد يؤدي إلى تفاقم الالتهاب أو تطور القرحة المزمنة.
الأعشاب الأكثر تداولًا في علاج جرثومة المعدة
تشير المصادر إلى وجود أعشاب تُستخدم مع وصفات منزلية في معالجة بعض أعراض جرثومة المعدة. من بين هذه الأعشاب الزنجبيل الذي قد يخفف التهيج ويهدئ المعدة، والثوم الذي يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا، والعسل الذي يزعم أنه يمتلك خصائص مضادة للميكروبات. كما يذكرُ الكركم كخيار مضاد للالتهاب ويساعد على تهدئة بطانة المعدة. وترد أيضاً أمور مثل التوت البري الذي يمنع التصاق البكتيريا بجدار المعدة، إلى جانب صمغ المستكة والشاي الأخضر وزيت الزيتون وعرق السوس في بعض الوصفات التقليدية. ومعظم هذه النتائج مستمدة من تجارب مخبرية או من نماذج حيوانية، ولا تعادل القوة نفسها في الإنسان.
هل يمكن الاعتماد على الأعشاب وحدها؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأعشاب قد تكون داعمة فقط لتحسين صحة الجهاز الهضمي أو لتقليل الأعراض، لكنها لا تعتبر علاجاً قاطعاً للبكتيريا. فالعلاج الفعّال يتكوّن من نوعين من المضادات الحيوية ومثبط للحموضة يمتد لمدة لا تقل عن أسبوعين، مع اختبار لاحق للتأكد من القضاء الكامل على البكتيريا. كما أن الاعتماد على الأعشاب وحدها أو تأخير العلاج قد يزيد الالتهاب أو يسبب قرحة مزمنة، إضافة إلى احتمال حدوث تداخلات دوائية مع أدوية الحموضة أو أدوية السكري أو الضغط. تؤكد الفحوص الطبية والمتابعة المستمرة ضرورة الالتزام بالعلاج الطبي الموثق تحت إشراف الطبيب.
نصائح الخبراء
يؤكد الخبراء ضرورة الموازنة بين العلاج الطبي الموثوق والأساليب الطبيعية الداعمة وفق خطة علاجية واضحة. يوصون بتحسين النظام الغذائي وتجنب التدخين كخطوات مهمة لتعزيز نتائج العلاج. كما يحذرون من الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والمنبهات التي قد تهيّج المعدة وتؤخر الشفاء. وينصحون باستشارة الطبيب قبل إضافة أي مكمل عشبي إلى خطة العلاج لتفادي التداخلات المحتملة مع الأدوية الموصوفة.


