أعلنت دراسة حديثة نشرت في مجلة Science Signalling أن تراكم السوربيتول قد يؤدي إلى زيادة الدهون في الكبد وبالتالي تعزيز خطر MASLD، وهو مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي. ركّزت الدراسة على ميكروبيوم أمعاء سمك الزرد وكيفية تفاعل الجسم معه عندما تتعرض الأمعاء لأي ضرر، وذلك لأن هذا النظام البيئي يساعد في تحليل الطعام وهضمه وامتصاصه. وأظهرت النتائج أن استنزاف ميكروبيوم الأمعاء قد يساهم في تطور أمراض الكبد حتى مع اتباع نظام غذائي عادي. كما بيّنت أن تحويل الجسم للجلوكوز إلى فركتوز عبر السوربيتول يحدث في الأمعاء، وتقوم البكتيريا عادة بتفكيك هذا السوربيتول.

أشارت النتائج إلى أن استنزاف البكتيريا المفيدة في الأمعاء أدى إلى تراكم السوربيتول وانتقاله إلى الكبد مسببا تلفاً في الكبد حتى مع وجود غذاء مناسب، وهو ما يفسر آلية ظهور الكبد الدهني. كما أظهرت التجارب أن إضافة السوربيتول مباشرة إلى النظام الغذائي للأسماك تسببت في نفس التلف الكبدي، فيما أدى إيقاف إنتاج السوربيتول أو إضافة البكتيريا التي تفككه إلى منع التلف في الكبد. وخلص الباحثون إلى أن البكتيريا المعوية قد تحمي من أمراض الكبد المرتبطة بالسكر، وأن السوربيتول المستخدم كمُحلى قد يزيد خطر الإصابة بالكبد الدهني.

آثار المحليات الخالية من السكر على الكبد

تشير النتائج إلى أن البدائل الخالية من السكر قد تكون ضارة بصحة الكبد أكثر مما كان يُعتقد سابقاً. وتقدر مؤسسة الكبد البريطانية أن مرض تليف الكبد المزمن قد يصيب ما يصل إلى واحد من كل خمسة أشخاص في المملكة المتحدة، مع تحذير من أن الرقم قد يصل إلى 40% في الواقع. كما أظهرت دراسات أخرى أن استهلاك علبة دايت كولا يومياً قد يزيد خطر الإصابة بالأمراض القاتلة في الكبد بنسبة تقرب من 60%. وأوضح الدكتور جاري باتي أن السوربيتول يمكن إنتاجه في الجسم من الجلوكوز، وأن وجود البكتيريا المناسبة يساعد في تفكيكه إلى مركبات غير ضارة، أما نقص هذه البكتيريا فقد يجعل السوربيتول ينتقل إلى الكبد ويؤدي إلى تراكم الدهون فيه.

شاركها.
اترك تعليقاً