أثارت أنباء ظهور فيروس ماربورغ القاتل في بعض الدول جدلاً وخوفاً، خاصة بعد تأكيد أن الفيروس لا لقاح له وأنه يهدد الحياة بشكل مرتفع بسبب صعوبة الشفاء منه. يظل القلق يسيطر على المتابعين مع تزايد المخاوف من احتمال الانتقال والآثار الصحية والاقتصادية المرتبطة بظهور المرض. تؤكد التصريحات الرسمية أن الاستعدادات الوقائية مستمرة وأن الإجراءات المتخذة تهدف إلى الحد من المخاطر قدر الإمكان. تتابع الجهات الصحية التطورات وتعمل على توجيه الجمهور للالتزام بالإرشادات الصحية دون الانسياق وراء الشائعات.

تشهد الشارع المصري حالة من الذعر بعد تسجيل عدد من حالات نزلات برد حادة في المدارس، ما دفع البعض للاعتقاد بوجود الفيروس في البلاد. وتُشير تقارير إلى تشابه الأعراض مع مراحل مبكرة من مرض ماربورغ مما يزيد من مخاوف السكان. إلا أن وزارة الصحة نفت وجود أي إصابة بفيروس ماربورغ في البلاد، مؤكدة أن الحالات المرتبطة بنزلات البرد لا علاقة لها بالفيروس. ودعت الوزارة المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات.

ما هو فيروس ماربورغ؟

يتسم فيروس ماربورغ بأنه مرض شديد الخطورة يسبب الحمى النزفية، وتقدر منظمة الصحة العالمية نسبة الوفيات به بنحو 88%. ينتمي إلى عائلة الفيلوفيروس نفسها التي ينتمي إليها فيروس الإيبولا. ينتقل عادة عند التعرّض لفترات طويلة للكهوف أو المناجم التي يسكنها خفافيش روسيتوس. كما ينتقل بين البشر عن طريق المخالطة المباشرة، من خلال الجلد المجروح أو الأغشية المخاطية، أو عبر الدم والسوائل الجسدية للمصابين.

أعراض فيروس ماربورغ

تبدأ الأعراض بارتفاع في درجة الحرارة وصداع شديد وآلام في المعدة والعضلات. بحلول اليوم الثالث من الإصابة قد تظهر إسهال مائي شديد، وغثيان وقيء ومغص. ويستمر الإسهال عادة لمدة أسبوع، مع ظهور الضعف والشحوب والعيون الغائرة وطفح جلدي غير مثير للحكة خلال يومين إلى سبعة أيام من ظهور الأعراض. وفي الحالات الشديدة قد يحدث نزيف من مناطق متعددة في الجسم، وعادة ما تؤدي هذه الحالات إلى الوفاة بين اليوم الثامن والتاسع من بداية المرض بسبب فقدان الدم الحاد.

استعدادات وزارة الصحة

أعلنت وزارة الصحة أن الفرق الوقائية تتابع الإشعارات الدولية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية على مدار الساعة، وأن خطط الاستجابة للطوارئ الصحية محدثة ومفعلة. وتشمل الاحتياطات الصحية في المنافذ الجوية والبحرية فحص القادمين من الدول التي ظهر فيها الفيروس ومراجعة أي أعراض مشتبه بها فوراً. ودعت الوزارة المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والاعتماد على المصادر الرسمية، مع تأكيدها أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء وأن النظافة الشخصية وتجنب المخالطة المباشرة كافيان لمنع الانتقال. وأكدت الجهات الصحية أن الإجراءات الوقائية مستمرة وأن البلاد جاهزة للتعامل مع أي حالة مشتبه بها وفق بروتوكولات دولية صارمة.

تفاصيل تفشي الفيروس

بدأ تفشي فيروس ماربورغ في إثيوبيا في 14 نوفمبر الجاري، وبعد ثلاثة أيام سجلت الوزارة ثلاث وفيات. وفق وكالة أنباء إثيوبيا، جرى فحص 73 شخصاً وتأكدت إصابة 11 حالة بالفيروس، توفي منهم 6 أشخاص، وما زال 5 يخضعون للعلاج. كما جرى عزل 349 شخصاً مشتبهين في مخالطتهم للمصابين، وتجاوز 119 شخصاً فترة المراقبة وخرجوا من الحجر الصحي. تؤكد هذه التطورات أهمية تعزيز الرصد والاختبارات وتنسيق الجهود الدولية للسيطرة على الوضع الصحي المحتمل.

شاركها.
اترك تعليقاً