حذرت الطبيبة البيطرية د. سماح نوح من اللجوء إلى الخلطة المتداولة لعلاج التهابات وتقرحات الفم لدى الحيوانات، والتي تتكون من العسل الأسود والطحينة ومسحوق الشبة، مؤكدة أن استخدامها في هذه الحالات قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بدلًا من العلاج. كما أشارت إلى أن التقرحات الفموية تعكس وجود التهابات وتلوث ميكروبي يسهل فيه نمو أنواع بكتيرية عنيفة مثل الكوليستريديا، لكون هذه البكتيريا تعتمد في غذائها على السكريات والفيتامينات والدهون غير المشبعة التي تتوفر كثيرًا في مكونات الخلطة. وأكدت أن الاستعمال الموضعي لهذه المواد قد يفاقم المشاكل بدلًا من علاجها.
وأوضحت أن تطبيق العسل والطحينة والشبة على فم الحيوان قد يزيد الاحتقان والحكة والتورم. كما قد يحفز نمو الميكروبات المرضية بسبب توافر الغذاء المناسب لها في هذه الخلطة، وتؤدي تغيرات الأس الهيدوني للدم إلى مشكلات معوية محتملة. وتؤدي الشبة بموادها القابضة إلى جفاف الأنسجة وتلفها، ما يعيق الالتئام ويبطئ الشفاء. كما قد يدعم وجود فيتامينات معينة في العسل الأسود نمـو بكتيريا خطيرة مثل الكوليستريديا والباستريلا. وتفاقم التقرحات في حال وجود حساسية من السمسم (المكوّن الأساسي للطحينة)، وهذا قد يسبب تورم اللسان والشفاه وصعوبة في الأكل أو التنفّس.
العلاج الصحيح
وتؤكد د. سماح نوح ضرورة الاعتماد على مطهرات مناسبة للمنطقة المصابة وبخاخ يحتوي على مضاد حيوي، إضافة إلى مضاد حساسية وتورم. كما يجب تقديم غذاء ناعم وسهل المضغ وخالٍ من أي مواد خشنة قد تزيد الألم أو تجرح النسيج. وتؤكد أيضًا ضرورة متابعة الحالة مع الطبيب البيطري لتقييم الاستجابة للعلاج وتجنب المضاعفات.


