توضح المصادر الصحية أن الشائعة أو الزكام هي أكثر الأمراض التنفسيّة شيوعًا في فصل الشتاء، وتنتشر بسهولة داخل المنازل والفصول الدراسية وأماكن العمل. تعد عدوى تصيب الأنف والجيوب الأنفية والحلق والقصبة الهوائية وتسببها أكثر من مئتي فيروس مختلف. عادةً ما تختفي هذه النزلة خلال أسبوع إلى عشرة أيام وتكون احتمالية التعرض لها أعلى من الأمراض الأخرى طوال الحياة. وكثيرًا ما يصاب البالغون بنزلة برد مرتين إلى ثلاث مرات سنويًا، بينما يصاب الأطفال الصغار أربع مرات أو أكثر سنويًا.
أعراض نزلات البرد الشائعة
تظهر المرحلة المبكرة من الإصابة خلال الأيام الأولى وتتمدد من اليوم 1 إلى 3 وتبرز أعراض مثل دَغدَغة في الحلق والعطس وسيلان الأنف واحتقان الأنف والسعال وبحة في الصوت. وتكون هذه الأعراض عادةً خفيفة وتظهر في هذه الفترة المبكرة. قد يصاحبها شعور بالتعب وآلام جسدية خفيفة، وتتحسن عادة خلال الأيام التالية.
تتصاعد الأعراض وتتفاقم في المرحلة النشطة (الأيام 4 إلى 7)، وتبلغ ذروتها إضافة إلى ما سبق من أعراض. قد يعاني المصاب من آلام في الجسم وصداع وتعب شديد وعيون دامعة وسيلان أنفي مستمر. وقد ترتفع الحرارة خاصة عند الأطفال. وتستمر هذه المرحلة عادة حتى اليوم السابع من الإصابة.
تبدأ المرحلة المتأخرة (الأيام 8 إلى 10) عادةً بالشفاء وتختفي الأعراض تدريجيًا، إلا أن السعال قد يستمر أحيانًا لبضعة أسابيع أو حتى شهرين عند بعض الأشخاص. يظل المريض أقل نشاطًا خلال هذه الفترة، وتتحسن بشكل تدريجي قدرته على التنفس والعودة إلى النشاط اليومي.
أعراض نزلات البرد عند الأطفال
تظهر أعراض نزلات البرد عند الأطفال سيلان الأنف الذي قد يبدأ شفافاً ثم يصبح سميكاً وربما رمادياً أو أصفر أو أخضر. يصاحبها عطس وارتفاع حرارة قد يتراوح بين 38.3 إلى 38.9 درجة مئوية وفقدان للشهية. قد يرافق ذلك زيادة سيلان اللعاب وتغيّر في السلوك مثل التهيج والنعاس. وغالباً ما تكون الغدد منتفخة بشكل خفيف وتظهر أحياناً علامات تعب وإعياء.
متى تستدعي الأعراض زيارة الطبيب
تستلزم بعض الأعراض زيارة الطبيب فورًا لأنها قد تشير إلى مرض أكثر خطورة من الزكام. من بين هذه العلامات وجود حمى لدى الرضيع بعمر شهرين أو أقل وصعوبة في التنفس وأزيز وظهور الأضلاع مع كل نفس. كما قد يدل الشفاه الزرقاء أو فقدان الأكل أو الشرب على الجفاف ويستلزم تقييمًا طبيًا. السعال المستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع أو تغير سلوك الطفل إلى النعاس الشديد يتطلب مراجعة الطبيب.
ما سبب نزلات البرد الشائعة؟
تُسبّب فيروسات الأنف نحو نصف نزلات البرد الشائعة، وتوجد أكثر من مئة نوع من هذه الفيروسات. كما يمكن أن تسببها فيروسات أخرى مثل كورونا، وتصل مجموع الفيروسات القادرة على إحداث الزكام إلى أكثر من 200 فيروس. وتنتشر العدوى بسهولة من شخص لآخر عبر وصول الفيروس إلى الأغشية المخاطية في الأنف والفم والعيون، سواء بمس سطح ملوث أو باستنشاق الهواء الملوّث بالفيروس.
تكون العدوى معدية عادةً لمدة تصل إلى أسبوعين، وتسبق الأعراض عادة بفترة يومين إلى ثلاثة أيام قبل ظهورها، وتكون العدوى أقوى في الأيام الثلاثة الأولى من الشعور بالمرض. وتنتقل بسهولة من خلال لمس الأسطح الملوثة أو العطس والسعال أو ملامسة العينين أو الفم.
لماذا يصاب الأطفال والرضع بنزلات البرد أكثر؟
تحدث نزلات البرد الشائعة لدى الأطفال والرضع بشكل أكبر لأنهم لم يتعرّضوا بعد لنفس عدد الفيروسات التي يتعرض لها البالغون، وتحتاج أجهزتهم المناعية إلى تعلم التعرف على الجراثيم ومكافحتها. قد يصاب الطفل بنزلات برد متعددة سنويًا قبل بلوغه عامين، وبحلول سن البلوغ يصبح جهاز المناعة أقدر على التعرف على الفيروسات المشابهة والتصدي لها. كما أن الأطفال عادة لا يغطون أفواههم عند السعال أو العطس ولا يغسلون أيديهم قبل لمس الوجه، وهذه العادات تسهم في انتشار الفيروس.
علاج نزلات البرد
توضح معظم نزلات البرد أنها تختفي من تلقاء نفسها خلال سبعة إلى عشرة أيام ولا تتفاقم عادة. يتوفر العلاج الأساسي على شكل أدوية تُباع بدون وصفة لتخفيف الأعراض وتوفير الراحة. ينصح بمراعاة الراحة وتزويد الجسم بالسوائل وتجنب تعاطي المضادات الحيوية إلا عند وجود مضاعفات بكتيرية. ويُفضَّل استشارة الطبيب قبل إعطاء الأطفال أدوية للسعال أو نزلة برد.
لماذا لا تعالج المضادات الحيوية نزلات البرد؟
توضح هذه الحقيقة أن المضادات الحيوية لا تعالج الأمراض الفيروسية لأنها تستهدف البكتيريا فقط. لذلك لا تكون فعالة في علاج نزلات البرد وتجنب استخدامها دون وصفة طبية. لا يزال الطبيب قد يصف المضادات الحيوية في حالات مضاعفات بكتيرية مثل التهاب الأذن أو الالتهاب الرئوي.
الوقاية من نزلات البرد
تتضمن الوقاية من نزلات البرد اتباع إجراءات بسيطة مثل غسل اليدين باستمرار وتجنب لمس الوجه وتنظيف الأسطح المستخدمة بشكل متكرر. كما يمكن استخدام معقمات اليدين وتناول غذاء صحي ومشروبات صحية للحفاظ على مناعة جيدة. وتقلل هذه التدابير من احتمالية انتشار العدوى داخل المنزل والمدرسة.


