أعلنت مصادر مقربة من الوسط الإعلامي وفاة الإعلامية الشابة هبة الزياد. وأثارت وفاتها صدمة واسعة لدى جمهورها وزملاءها، مع تردّد حديث عن احتمال اتباعها حمية غذائية قاسية في الفترة الأخيرة. ولا توجد حتى الآن معلومات رسمية تؤكد علاقة الوفاة بالرجيم، غير أن الحديث يعيد فتح باب الجدل حول مخاطر الدايت غير الصحي وتأثيره على الجسم، خصوصاً لدى النساء والشباب. وتبرز هذه الحالة الحاجة إلى إشراف طبي وعدم الاعتماد على حميات قاسية دون تقييم صحي.

المخاطر الصحية للدايت القاسي

يُحذِّر أطباء القلب من أن فقدان الوزن بسرعة كبيرة، خاصة عبر الامتناع عن الطعام أو تقليل السعرات بشكل مفرط، قد يؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية واضطرابات في كهرباء القلب. كما أن ذلك قد يترتب عليه تسارع في ضربات القلب وضعف في عضلة القلب، ما يجعل وظائف القلب في حالة غير مستقرة. ويؤكد الخبراء أن الجسم يحتاج إلى طاقة ثابتة للحفاظ على وظائفه الحيوية، وأن الحرمان المفاجئ يتركه في وضعية غير مستقرة.

ويوجد مخاطر إضافية تتعلق بنقص الأملاح الأساسية مثل البوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم، وهي عناصر أساسية لعمل العضلات والقلب. انخفاضها بشكل حاد قد يسبب تعباً شديداً ودوخة وإغماء، كما قد يؤدي إلى اختلالات في نبضات القلب وتوازن الجهاز العصبي. ويؤكد الأطباء أن هذه الاختلالات قد تكون قاتلة إذا لم يتم الكشف عنها ومراقبتها أثناء أي خطة فقدان وزن.

علاوة على ذلك، قد ينعكس نقص الدهون الصحية والبروتينات اللازمة على الصحة العامة. وقد يؤدي ذلك إلى ضعف المناعة وإرهاق مستمر وتزايد مخاطر الالتهابات وتدهور الصحة العامة. ويؤكد الخبراء أن الانقطاع المفاجئ عن الدهون الصحية ليس خياراً آمناً لفقدان الوزن.

تأثيرات هرمونية ومناعية

قد يتسبب الدايت القاسي في اضطراب الهرمونات الأنثوية، ما قد يؤدي إلى توقف الطمث أو تأثره بنظام غذائي مفاجئ. ويرتبط ذلك بفقدان الكتلة العظمية المبكرة وضعف المناعة وإرهاق مستمر. ويشير المختصون إلى أن نقص الدهون الصحية والبروتينات اللازمة للجسم ينعكس سلباً على التوازن الهرموني والصحة العامة.

كما أن التغيرات المفاجئة في النظام الغذائي قد تؤثر على وظائف الغدة النخامية وتوازن الهرمونات. وينصح الأطباء بمراقبة فترات الحيض والتغيرات المزاجية كإشارات للاستشارة الطبية. ويستلزم الأمر فحصاً طبياً شاملاً لتحديد مدى تأثير النظام الغذائي على الصحة العامة.

وتشير المعطيات إلى أن استمرار الحرمان لفترة طويلة قد يفاقم من مخاطر هشاشة العظام والضعف العام. ويوصي الخبراء بتقديم خيارات غذائية متوازنة تحتوي على الدهون الصحية والبروتينات اللازمة للجسم. كما أن وجود خطة طويلة الأمد أكثر أمانًا يقلل من احتمالات الانتكاس والآثار السلبية.

الآثار النفسية للدايت القاسي

يحذر الأطباء من أن الدايت غير الصحي قد يصاحبه نوبات قلق واكتئاب ونهم متكرر للطعام في مراحل لاحقة. وتمتد الآثار إلى اضطرابات الأكل وقد تؤثر سلباً على النوم والإنتاجية اليومية. هذه العوامل تبرز الحاجة إلى إدماج التقييم النفسي في أي برنامج لفقدان الوزن.

كما أن الضغوط الاجتماعية والإعلانات والصور المثالية تسهم في تعزيز الرغبة في نتائج سريعة وغير مستدامة. وتشير الدلائل إلى أن الاعتماد على معايير غير واقعية يمكن أن يفاقم المشاعر السلبية والقلق. يجب تعزيز الوعي بأن الصحة الشاملة تتطلب توازنًا بين البدن والعقل.

وبناءً عليه، توصي الجهات الصحية بمرافقة الطبيب وأخصائي التغذية ووجود دعم نفسي خلال أي خطة فقدان وزن. ويؤكدون أن الثبات على خطة غذائية آمنة يوفر نتائج أفضل مع حفظ الصحة الطويلة الأجل. الاعتماد على أساليب متوازنة يحافظ على الصحة النفسية والبدنية في آن واحد.

طرق الوقاية والتوجيه

يؤكد الأطباء أن فقدان الوزن يجب أن يكون تدريجيًا وتحت إشراف طبي، وأن أي نظام يقل عن 900–1000 سعر حراري يوميًا لا يُعتمد دون تقييم. وينبغي إجراء تحاليل قبل البدء بأي رجيم وتوفير كمية كافية من الماء وتجنب تجاهل علامات الإجهاد أو الدوار. ويؤكدون أيضًا أن الجمال لا يجب أن يأتي على حساب الصحة وأن النتائج السريعة لا تعكس صحة الجسم.

يُوصى بأن تكون أهداف فقدان الوزن واقعية وطويلة الأمد وتستند إلى تغذية متوازنة وبرامج تدريب مناسبة. وعلى الأشخاص الذين يفكرون في تقليل السعرات أن يستشيروا أخصائي تغذية وطبيباً قبل البدء. كما يجب المتابعة المستمرة لتقييم تأثير النظام الغذائي على وظائف الجسم والصحة النفسية.

يشدد الأطباء على شرب الماء بانتظام والالتزام بنمط حياة صحي يشمل النوم الكافي والتمارين المناسبة. ويؤكدون أن حماية الصحة أهم من المظهر وأن الحكم على الصحة لا يعتمد فقط على الوزن. remains أن اتباع أساليب آمنة وواقعية هو المسار الأكثر فاعلية في الوصول إلى وزن مستقر وصحة جيدة.

خلاصة وتوصيات

تشير التطورات إلى أن تأثير فقدان الوزن القاسي يتجاوز المظهر ليصل إلى القلب والمناعة والصحة النفسية. وتؤكد الجهات الصحية ضرورة اتباع خطط آمنة وتقييم طبي قبل أي نظام غذائي، مع أهداف واقعية وتدرج في فقدان الوزن. يظل الهدف الصحي المستدام أولوية، ولا يجوز التضحية بالجسد في سبيل نتائج سريعة.

شاركها.
اترك تعليقاً