أسباب تفاقم الشتاء للإكزيما والصدفية

يزداد سوء الإكزيما والصدفية في الشتاء بسبب انخفاض الرطوبة وتعرّض الجلد لتجف شديد. يؤدي جفاف البشرة إلى ضعف الحاجز الدهني الطبيعي وتزايد فقدان الرطوبة، ما يجعل البشرة أكثر عرضة للتهيج والمهيجات. كما يُنشط الجهاز المناعي استجابة التهابية في الجلد نتيجة التغيرات البيئية، فتظهر أعراض مثل الاحمرار والحكة والتقشير. وتؤدي تقلبات الجو بين الهواء البارد والداخلي الدافئ إلى إجهاد إضافي للجلد وتشققات تثير الالتهاب.

تُسبب رطوبة الهواء المنخفضة في الشتاء فقدان الجلد للمرونة الحاجزية، فيتأثر حاجز الجلد وتُصبح النهايات العصبية وخلايا المناعة في البشرة أكثر حساسية للتهيج. وتزداد فرص حساسية البشرة والعوامل المهيجة، وتنتشر البكتيريا والفطريات عند جفاف الجلد، ما يعزز الاستجابة الالتهابية لدى المصابين. كما يساهم التدفئة المنزلية في تفاقم الجفاف الجلدي ويفرض تغيرات مستمرة بين درجات الحرارة، ما يضاعف شدّة الأعراض. من ناحية الصدفية، يفرز الجهاز المناعي نشاطًا مفرطًا يسرّع من تجدد خلايا الجلد وتكون لوحات سميكة، وتؤدي العوامل البيئية إلى تحفيز السيتوكينات وجهاز المناعة وتفاقم الحالة.

عادات تُفاقم الأعراض الشتوية

من العادات الشائعة التي تسهم في تفاقم الإكزيما والصدفية الاستحمام بالماء الساخن لفترة طويلة، رغم أنه يخفف الإحساس الأولي بالراحة إلا أنه يحرم البشرة من الزيوت والدهون الضرورية لتكوين الحاجز الدهني. كما أن ارتداء الملابس الشتوية الثقيلة المصنوعة من الصوف قد يحدث احتكاكاً أو احتباساً للعرق في البشرة الحساسة، وهو ما يثير الالتهاب والتهيّج. وتؤدي قلة شرب الماء في الشتاء إلى جفاف داخلي يظهر على سطح الجلد، خاصة عند الأشخاص المصابين بخلل في حاجز الجلد. وتزداد توترات الجهاز العصبي والجهاز المناعي بتكرار التعرّض للتوتر الناتج عن برودة الطقس، ما يمكن أن يعزز ظهور أعراض الإكزيما والصدفية.

وتُعد العادات الأخرى مثل التهوية غير الكافية للمناطق المغلقة أو التعرض المتكرر للمواد المهيجة سبباً إضافياً لزيادة الحساسية والتهيج. كما أن الاختلافات المستمرة بين الهواء الداخلي البارد والهواء الخارجي تؤدي إلى إجهاد إضافي للجلد وتفاقم الحكة والاحمرار والتقشر، خاصة عند المصابين بخلل الحاجز الجلدي. ويظل الحفاظ على الترطيب وتجنب المهيجات عاملاً رئيسياً في الحد من النوبات الشتوية، إضافة إلى الالتزام بالعلاج المخصص وتخفيف التوتر. كذلك تبرز أهمية اختيار ملابس مناسبة قطنية وتجنب الأقمشة الخشنة التي تحتك بالجلد وتثير التهيج.

نصائح الوقاية من الشتاء

يُفضل الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم وتجنب الاستحمام بالماء الساخن بشكل مفرط، وخصوصاً في أوقات البرودة الشديدة. كما ينصح باستخدام مرطبات مناسبة بعد الاستحمام للحفاظ على حاجز البشرة ونطاقها الدهني وتخفيف الجفاف. وتُعتبر الملابس القطنية خياراً مناسباً للفصل وتجنب الأقمشة الخشنة التي قد تسبب احتكاكاً أو عرقاً إضافياً. كما يجب تنظيم مستويات التوتر والالتزام بالعلاج الطبي المقرر والحرص على التعرض بشكل معتدل لأشعة الشمس لتحفيز بعض الفيتامينات وتعديل الاستجابة المناعية.

شاركها.
اترك تعليقاً