تعلن صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مخطط فرقة بيركات إيلانور لتنظيم سلسلة حفلات موسيقية مستوحاة من أعمال الفنانة الراحلة أم كلثوم. وتذكر في تقريرها أن عائلة أم كلثوم، إلى جانب مؤسسات ثقافية مصرية وأبرز الشخصيات في صناعة الموسيقى، وجهت هجومًا حادًا على المبادرة ووصفته بأنه سرقة صريحة للإرث الفني المصري واستغلال تجاري غير مشروع لتراث لا يقدر بثمن. وتؤكد الصحيفة أن الحقوق القانونية لأعمال أم كلثوم محفوظة وتخضع لحماية صارمة بموجب القوانين المصرية والدولية. وتصف الحفلات بأنها احتفاء بمكانة كوكب الشرق، لكنها ترى في مصر أنها تمثل استمرارًا لنهج يطرح الإرث الثقافي العربي خارج السياق الوطني.

رد الأسرة والحقوق المحفوظة

وتؤكد الأسرة القائمـة على تركة أم كلثوم أنها ستتخذ إجراءات قانونية عاجلة على المستويين المحلي والدولي لمواجهة ما وصفتـه بأنه استيلاء صارخ على الملكية الفكرية والفنية. وتؤكد أن الحقوق المرتبطة بأعمال أم كلثوم محفوظة بموجب القوانين المصرية والدولية وتخضع لحماية مشددة. وتضيف أن أي محاولة لتملك أو إعادة إنتاج إرثها خارج السياق المصري تعتبر مخالفة صريحة للذاكرة الجمعية وللتقاليد الفنية المرتبطة بتلك الأعمال. كما شددت على أن التورثة ستتابع كافة الإجراءات القانونية اللازمة لحماية التراث وتأكيد ملكيته حصريًا لصاحبه الحقيقي في الإطار الوطني والدولي.

وترى أوساط فنية ومجتمعية أن الغضب لا يقتصر على الوسط الفني فحسب، بل امتد إلى الشارع المصري الذي يرى في أم كلثوم رمزًا وطنيًا وحضاريًا لا يجوز التفريط فيه. وتؤكد في هذا السياق أن أي محاولة لاستغلال إرثها خارج السياق المصري تطرح تحديًا ثقافيًا وسياسيًا وتُقرأ كإهانة للذاكرة الجماعية. كما يشير التقرير إلى أن الجمهور يعتبر هذا التحرك استفزازًا وتحديًا للهوية الفنية المصرية. وتلاحظ أن الخلاف يعكس حساسية العالم العربي تجاه أي مبادرة إسرائيلية تعيد إنتاج الإبداع العربي بشكل يراه كثيرون انتهاكًا للسيادة الثقافية.

أبعاد ثقافية أوسع

وتشير تقارير إلى وجود حراك موسيقي في المنطقة استُخدمت فيه أم كلثوم كرمز ثقافي، حيث أورد تقرير لموقع Srugim أن ألحانها وصلت إلى كنيس القدس وتل أبيب، وأن بعض المنشدين اليهود يدمجون مقاطع من أغانيها في الأداءات الدينية. ويصف التقرير تلك اللحظة داخل كنيس يهودي بأنها تجربة روحية وموسيقية تجمع بين ثقافات مختلفة وتذيب الحدود بين الحضارات. ويختم بأن صوت أم كلثوم بقي حيًا وموحياً، يبني جسورًا بين الشعوب ويمثل إشعاعًا فنيًا يتجاوز الخلافات والحدود.

شاركها.
اترك تعليقاً