توضح المصادر أن فيروس ماربورج من أخطر الفيروسات المعروفة في العالم، وهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات الخيطية ويشارك الإيبولا في بعض الخصائص الجينية ومسار التطور داخل الجسم. تنتقل العدوى من الحيوانات إلى الإنسان ثم يمكن أن تنتقل لاحقًا بين البشر عبر ملامسة سوائل الجسم أو الأدوات الملوثة. يختلف عن الإيبولا في بعض الجوانب الوراثية ومساره التطوري داخل الجسم كما يشير تقرير BMJ Best Practice الطبي. وتتسم الإصابة بسرعة تطور الأعراض وشدة التعرض، ما يجعل التعرف المبكر والوقاية الحيوية أمرين حاسمين في الإعداد الطبي والعملي.
كيفية بدء العدوى
تبدأ الإصابة عادة بعد فترة حضانة تمتد من 5 إلى 10 أيام نتيجة التعرض المباشر لإفرازات مصاب أو ملامسة بقايا حيوانية ملوثة، وتحديدًا الخفافيش التي تعيش في الكهوف. مع دخول الفيروس إلى جسم المصاب يظهر ارتفاع حاد في الحرارة يصاحبه إجهاد بدني شديد لا يزول بالراحة. يصف كثير من المرضى هذا الشعور بأنه تعب مفاجئ يسحب الطاقة من الجسم دفعة واحدة. تتطور العدوى تدريجيًا من أعراض عامة إلى خلل في الدورة الدموية مع مرور الوقت.
أعراض المرحلة الأولى
تلي الحمى نوبات من الصداع القوي وألم في العضلات وفقدان الشهية. ويعاني المصابون من اضطراب في الجهاز الهضمي يشمل الغثيان والقيء وأحيانًا الإسهال الشديد. قد تتشابه الأعراض مع أمراض مثل الملاريا أو التيفوئيد، لكن ما يميز ماربورج هو سرعة التدهور خلال يومين إلى ثلاثة أيام وانتقاله من أعراض عامة إلى خلل واضح في الدورة الدموية.
مرحلة الخطر
مع استمرار الفيروس في التكاثر داخل الأوعية الدموية، تظهر العلامات الأكثر خطورة وتغيير لون البشرة إلى شاحبة مائلة للصفرة. وتبدأ نزوف بسيطة من اللثة أو الأنف أو تحت الجلد، وقد يشير وجود النزيف إلى دخول المرض مرحلة متقدمة. في بعض الحالات قد يتطور الأمر إلى هبوط الضغط وفشل في وظائف الأعضاء الحيوية مثل الكلى والكبد، وهو ما يستلزم التدخل الطبي العاجل.
التشخيص
يعتمد تشخيص المرض على اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل العكسي (RT-PCR) الذي يكشف وجود المادة الوراثية للفيروس في الدم أو مسحات الفم. ويجرى هذا التحليل في مختبرات عالية الأمان الحيوي، وتؤكد المصادر أن النتيجة السلبية المبكرة لا تنفي الإصابة ويجب إعادة الاختبار بعد مرور 72 ساعة من استمرار الأعراض. كما يجري فحص موازٍ لاستبعاد أمراض مشابهة مثل الملاريا التي قد تتشابه في الأعراض الأولية.
العلاج والرعاية
لا يوجد علاج نوعي حتى الآن لفيروس ماربورج، إلا أن الرعاية الداعمة المكثفة ترفع معدلات البقاء على قيد الحياة. وتتضمن الرعاية تعويض السوائل والأملاح بدقة، ومراقبة ضغط الدم ووظائف الكلى والكبد، مع استخدام الأدوية الخافضة للحرارة وتسكين الألم. تتركز الاستراتيجية العلاجية على دعم الأعضاء الحيوية والتحكم في المضاعفات حتى استقرار الحالة وتراجع الفيروس.
إجراءات الوقاية والعزل
توصي المختبرات الصحية بالتعامل مع كل حالة مشتبه بها كحالة مؤكدة حتى تثبت العكس، مع عزل كامل ووقاية شاملة للعاملين في الرعاية الصحية. كما تُطهر الأدوات والوسائل وتُلف النفايات الطبية وفق المعايير الدولية الخاصة بالعدوى الفيروسية شديدة الخطورة. وتُتخذ إجراءات إضافية للحد من انتقال المرض من الحيوانات إلى الإنسان، خاصة الخفافيش الموجودة في الكهوف وما حولها من بيئات محتملة.


