يعتقد كثيرون أن ممارسة الرياضة طريق سريع نحو الراحة النفسية وتحسن المزاج. يترافق ذلك مع إفراز هرمونات السعادة وتغيرات في الدماغ، ما يدعم المزاج بشكل عام. إلا أن الواقع ليس بسيطًا، فبعض الممارسين يجدون أنفسهم في حالة توتر أو تقلب مزاجي بعد التمرين. وتؤكد مصادر صحية أن هذا الناتج يعود إلى تفاعل جسدي ونفسي وسلوكي يمكن تخطيطه وتداركه بوعي ونظام واضح.
أسباب مفاجئة للضيق بعد التمرين
ت راجع بعض المشاعر السلبية إلى ممارسات شائعة يجهلها كثيرون. يزيد الإفراط في الجهد وتجاهل الألم والإهمال في التغذية والترطيب التوتر ويقلل الطاقة المزاجية. كما يولد تكرار التمارين نفسها مللاً يؤثر سلباً على الدافعية والشعور بالراحة. التوازن في الشدة وتوفير فترات راحة والتغذية السليمة يحافظ على مزاج ثابت.
التعامل مع الألم والجهد المفرط
يتجاهل الرياضيون الألم كجزء من فكرة البطولة الزائفة في الرياضة. الاستمرار في التمرين رغم الألم يسبب توترًا عصبيًا وتغيرات في المزاج تدوم لساعات. لذا ينصح الأطباء بالتوقف عند الإحساس بألم حاد ومراجعة الطبيب لتحديد السبب قبل استئناف النشاط. احرص على الحصول على توقفات مناسبة وتجنب الضغط المستمر على المفاصل والعضلات ليبتعد الجسم عن الالتهاب.
تأثير التغذية والترطيب
ينشأ تهيج المزاج غالبًا من نقص الغذاء والسوائل قبل وبعد التمرين. ينخفض سكر الدم ويضعف وظائف الدماغ وتزداد العصبية، ويفسد الجفاف توازن الدورة الدموية والأملاح. يوصى بشرب كمية كافية من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين، وتناول وجبة خفيفة متزنة تحتوي على الكربوهيدرات والبروتين قبل البدء. تضمن هذه العادات طاقة ثابتة وتقلل التقلب المزاجي لاحقًا.
التنوع في التمارين كوسيلة للمزاج
حتى لو كان البرنامج الرياضي متوازنًا جسديًا، يمكن أن يجهد التكرار اليومي المزاج ويولد إحباطًا خفيًا. غيّر بيئة التمرين أو جرّب رياضات جديدة مثل الرقص أو السباحة أو المشي في الهواء الطلق لاستعادة بريق النشاط. كما أن المشاركة مع الأصدقاء تعزز الدافعية وتكسر الملل. فهم أن المزاج يتأثر بالتحفيز والتنوع في التمارين يساعد على الحفاظ على طاقة إيجابية أثناء التمرين وبعده.
اعتن بجسدك ومزاجك
تُظهر الرياضة توازنًا بين الجسد والعقل وليست مجرد هدف. يصبح التمرين عبئًا نفسيًا إذا ظهر خلل في أسلوب الممارسة وعادات الراحة والتغذية. ينبغي الانتباه إلى إشارات جسدك ومزاجك لتحديد الفرق بين تمرين يمنحك طاقة إيجابية وآخر يرهقك. باتباع عادات صحية وتدرجية في التمرين ونظام راحة مناسب يحول الممارسة إلى دعم مستدام للمزاج.


