تؤكد تقارير إعلامية أن الكلاب المدربة خصيصاً لرعاية مرضى السكري يمكنها عبر حاسة الشم اكتشاف تغيّرات خطيرة في نسبة السكر في الدم قبل أن تلتقطها الأجهزة الطبية التي يستخدمها المرضى. ويُشار إلى Kona، وهو كلب لابرادور ريتريفر عمره عام واحد، كنموذج حي لهذه القدرة، فهو يقوم بتنبيه صاحبة الحماية كينيدي بيرس، البالغة من العمر سبع سنوات، عند حدوث ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر من خلال وضع مخلبه برفق على ذراعها. غالباً ما يسبق الإنذار وجود أي تغير في السكر نحو ثلاثين دقيقة قبل أن يسجل جهاز القياس. وبعد مرور شهرين من التدريب على اكتشاف الروائح، أصبح Kona يعمل على مدار الساعة مع مئات الكلاب الأخرى التي تنبه مرضى السكري.
دور الكلاب الإنذاري
يؤكد القائمون على هذه التجارب أن الكلاب تستطيع رصد التغيرات في نسبة الجلوكوز بسرعة وتقديم إشعار مبكر يتيح للعائلات التدخل قبل تفاقم الحالة. وتُبرز تقارير أن الكلاب تستخدم حركات محددة مثل الخدش أو اللعق لإيصال الإنذار إلى أصحابها، ما يعزز شعورهم بالأمان. وتكون الاستفادة الأكبر عندما تكون التغييرات في السكر أثناء الليل أو عند حدوث انخفاضات مفاجئة.
يتضمن التفسير أن التغيرات الكيميائية في جسم الإنسان التي تصاحب انخفاض السكر أو ارتفاعه لا يمكن أن يلتقطها البشر بسهولة، بينما تتعلم الكلاب تمييز هذه الروائح وإبلاغ صاحبها. وتُشير الملاحظات إلى أن الكلاب المدربة على رعاية مرضى السكري تتمتع بقدرة في تمييز الروائح الناجمة عن التغيرات في مستوى الجلوكوز وتنبيه أصحابها وفق إشارات حركة محددة. وتُعتبر هذه القدرات دعماً إضافياً للمتابعة الصحية، حيث توفر راحة بال للأسر وتواصلاً دائماً للإنذار المبكر.
قيود الأجهزة الحديثة
يؤكد الدكتور فرانك دومونت أن القيود الأساسية للأجهزة الحديثة لمرض السكري تتمثل في الفجوة بين ما يحدث في الجسم والإشارات التي تصل إلى الدم. ويضيف أن الحد الفاصل بين الإشعارات البيولوجية والتقنيات القائمة يجعل من الصعب توفير قياسات فورية دقيقة لسكر الدم عبر الأجهزة المتاحة. في المقابل، توفر الكلاب المدربة قدرة على رصد التحولات الجلوكوزية في الوقت الفعلي حتى أثناء النوم وتستجيب عادةً للتغيرات الهرمونية قبل أن تلتقطها أجهزة الاستشعار.
على الرغم من أن التحذيرات المبكرة التي تقدمها الكلاب تبقي المرضى في حالة استعداد، فإنها لا تحل محل الأجهزة الطبية أو المراقبة المستمرة. ولذلك فإن الخبراء يؤكدون أن وجود الكلاب كمكمل لا كبديل للقياسات الدقيقة لسكر الدم. وتظل أهمية هذه الإنذارات المبكرة في تقليل مخاطر النوبات ونقص السكر الحاد عالية، خاصةً لدى من يعانون من انخفاض سكر الدم بشكل مفاجئ.


