يتحد العالم لتعزيز الالتزام بالوقاية والعلاج ودعم المصابين، وتسليط الضوء على الجهود المستمرة لوقف انتشار العدوى.
يهدف اليوم العالمي للإيدز إلى ترسيخ ثقافة المسئولية الفردية والجماعية في حماية النفس والآخرين، استنادًا إلى المعرفة الطبية الدقيقة والتعامل الواعي مع طرق العدوى والوقاية.
تعتمد الاستراتيجيات الحديثة على فهم مسارات انتقال الفيروس وكيفية كسرها في الوقت المناسب عبر وسائل دوائية وسلوكية أثبتت فعاليتها علميًا خلال السنوات الأخيرة.
وتؤكد المصادر أن الوقاية ليست مجرد تعليمات للعلاقة الجنسية الآمنة، بل منظومة إجراءات تبدأ بالفحص المبكر وتنتهي بالعلاج الوقائي قبل أو بعد التعرض للفيروس.
كيف ينتقل الفيروس
ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية عبر سوائل الجسم التي تحتوي على تركيز عالٍ من الفيروس، مثل الدم والسائل المنوي والإفرازات المهبلية والشرجية وحليب الأم.
ويحدث الانتقال عندما تلامس هذه السوائل جروحًا مفتوحة، أو يتم حقنها مباشرة إلى مجرى الدم.
وفي المقابل، لا ينتقل الفيروس عبر المصافحة، أو التقبيل الاجتماعي، أو استخدام الأدوات المنزلية المشتركة، أو لسعات الحشرات، وهي معلومات تُصحح كثيرًا من المفاهيم المغلوطة الشائعة في المجتمعات.
وسائل الوقاية الأساسية
تشير البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية (NIAID) إلى أن الوقاية تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: السلوك الجنسي الآمن، والوقاية الدوائية، والفحص المنتظم.
تتيح هذه المحاور تقليل مخاطر الانتقال وبناء منظومة وقاية متكاملة تلبي احتياجات الأفراد والمجتمعات.
تمضي الوقاية إلى الأمام من خلال الفحص المبكر والعلاج الوقائي قبل أو بعد التعرض وفق الحاجة وبما ينسجم مع التطورات العلمية المتاحة.
الوقاية لدى النساء والأطفال
تلعب الوقاية من انتقال فيروس نقص المناعة من الأم إلى الطفل دورًا حاسمًا في الحد من الإصابات الجديدة.
المرأة المصابة التي تتلقى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية ART بانتظام أثناء الحمل والولادة يمكنها تقليل احتمالية نقل العدوى إلى جنينها إلى أقل من 1%.
كما يُعطى المولود علاجًا وقائيًا قصير الأمد بعد الولادة لتعزيز الحماية.
حماية الآخرين
بالنسبة لمن يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية، فإن الالتزام بالعلاج المضاد للفيروسات القهرية لا يحافظ فقط على صحتهم، بل يمنع أيضًا انتقال العدوى إلى الآخرين.
فعندما تصل كمية الفيروس في الدم إلى مستوى غير قابل للكشف، يصبح احتمال نقل العدوى شبه معدوم، وهو ما يُعرف علميًا بمبدأ Undetectable = Untransmittable (U=U).
يؤكد الخبراء أن الطريق نحو إنهاء وباء الإيدز يمر عبر المعرفة والوقاية والعلاج، فكل فحص مبكر وكل علاج منتظم يمثل خطوة إضافية نحو كسر حلقة الانتشار.


