يعاني الكثير من الأشخاص من انسداد الأنف وضغط الجيوب الأنفية، وهو شعور يجعل التنفس صعبًا ويؤثر في النوم والتركيز والمزاج. يبرز الاحتقان غالبًا عندما تكون الأغشية الداخلية متهيجة بسبب التهابات أو حساسية أو جفاف في الجو. كما أن التعرض للمهيّجات مثل الغبار والدخان والروائح القوية قد يفاقم المشكلة، وتظهر أسبابه أيضًا كأثر جانبي لبعض الأدوية أو التغيرات الهرمونية. الهدف الأساسي في هذه الحالة هو تخفيف الضغط وتحسين التنفس بشكل آمن ومؤقت.
الترطيب كخطوة أولى
يُعدّ الترطيب من أهم عوامل مواجهة الاحتقان، فالعناية بتناول كميات كافية من السوائل يسهّل تَليين المخاط داخل الأنف. يساعد ذلك على خروجه وتخفيف الضغط داخل الجيوب الأنفية. لتحقيق أفضل نتيجة يُنصح بشرب مشروبات دافئة مثل الشاي العشبي أو المرق الصافي أو الماء الممزوج بالعسل والليمون، فحرارة هذه السوائل تفتح الممرات وتخفف من جفاف الحلق والأنف.
البخار وتخفيف المخاط
يمكن الاستفادة من فنجان الشاي الساخن كوسيلة علاج مزدوجة، فاستنشاق البخار قبل الشرب يساعد على تفكيك المخاط وتوسيع المسالك الهوائية. وتوجد أنواع شاي عشبية مثل النعناع والزنجبيل والبابونج تُعزز تأثير التخفيف بفضل خصائصها المهدئة والمضادة للالتهاب. يمنح النعناع المنثول الذي يخفف الاحتقان، بينما يساهم الزنجبيل في تهدئة التهيج وتحسن التنفس مع، وتعمل البابونج على استرخاء العضلات وتسهيل التنفّس.
كمّادات دافئة وتخفيف الضغط
تُعد الكمادات الدافئة على الوجه من الطرق الآمنة والفعالة لتخفيف آلام الجيوب، فالحرارة المعتدلة تحفّز الدورة الدموية وتساعد على تصريف المخاط. يمكن تحضير كمادة من منشفة مبللة بالماء الدافئ ووضعها على الأنف والجبين لمدة دقائق. ولتعزيز الفاعلية يمكن التبديل بين كمادة دافئة وأخرى باردة بشكل متتابع لتخفيف التورم وتسهيل التنفّس.
استعن بالبخار وتوسيع مجاري التنفس
الاستحمام بالماء الساخن أو استنشاق البخار من وعاء يحتوي ماءً مغليًا هو طريقة سريعة لتخفيف الاحتقان، مع مراعاة أن يكون البخار دافئًا وليس حارًا لتجنب تهيّج الأنف. يفضل وضع منشفة على الرأس أثناء الاستنشاق لحبس الرطوبة وزيادة فعاليته في تفكيك المخاط اللزج وفتح الممرات بسرعة.
ترطيب الهواء في الغرفة
يزيد الهواء الجاف انسداد الأنف وتتهيج الأغشية المخاطية، لذا يوصى باستخدام جهاز ترطيب في الغرف المغلقة لاسيما أثناء النوم. يضيف المرطب رطوبة مناسبة وتقلل جفاف الأنف والتهاب الأغشية، مع ضرورة تنظيف الجهاز بشكل منتظم واستخدام مياه مقطرة لتجنب تكوّن العفن.
وضعية النوم وتأثيرها
تؤثر وضعية النوم في التنفس، فالنوم على الظهر مع رفع الرأس قليلًا يساعد على منع تراكم المخاط وتخفيف الضغط عن الجيوب. أما النوم على أحد الجانبين فقد يزيد الانسداد في فتحة الأنف الأقرب للوسادة، لذا يمكن إضافة وسادة إضافية لتسهيل التنفس أثناء الليل وتخفيف الصداع الصباحي الناجم عن الاحتقان.
بخاخات الأنف والوقاية من الاحتقان
عند الحاجة إلى تخفيف فوري يمكن استخدام بخاخات الأنف الملحية لترطيب الممرات وتنظيفها من المهيجات، بينما تُستخدم بخاخات مزيل الاحتقان لفترات قصيرة فقط لتجنب الاحتقان الارتدادي. وفي الحالات المزمنة تُستخدم بخاخات الكورتيزون التي تقلل الالتهاب بشكل مستمر.
الأدوية المضادة للحساسية
إذا كان السبب احتقانًا ناتجًا عن الحساسية فقد تساعد مضادات الهيستامين في السيطرة على الأعراض عبر تقليل المخاط وتهدئة الحكة والعطاس. ويُفضل اختيار الدواء المناسب وفق توصية الطبيب، خاصة عند استخدام أدوية مركبة تحتوي على مضادات احتقان.


