أسباب السعال الليلي
تشير التقارير الصحية إلى أن السعال الليلي ينشأ من تداخل عدة عوامل فسيولوجية مع تغير نشاط الجهاز المناعي وتغير إفراز بعض الهرمونات في المساء. يسهم ذلك في زيادة الالتهاب داخل أنسجة الجهاز التنفسي، ما يجعل المخاط يتجمع في الممرات الهوائية. كما يتأثر التنفس بتغير الساعة البيولوجية للجسم أثناء الليل، وهو ما يفاقم الكحة ويجعلها أكثر إزعاجاً عند النوم.
وتزداد حساسية الحلق في الليل فتظهر الكحة بشكل أقوى أثناء الراحة. كما ينخفض مستوى هرمون الكورتيزول ليلاً، ما يسمح بارتفاع التفاعل الالتهابي وتفاقم الاحتقان والسعال. ويؤثر وضع النوم على تصريف المخاط؛ فالإستلقاء يعيق تفريغ المخاط من الأنف والجيوب فيتجمع خلف الحلق ويحُفِز مستقبلات السعال.
يرتبط السعال الليلي أحياناً بوجود ارتجاع معدي مريئي عند بعض الأشخاص، حيث ترتد أحماض المعدة إلى الحلق وتزيد من تهيجه أثناء النوم. وهذا الارتجاع يضاعف من حدة الكحة ويؤثر في النوم بشكل متكرر. كما يمكن أن تسهم النزلات الفيروسية والاحتقان العام في زيادة السعال الليلي بشكل مؤقت.
العوامل البيئية في غرفة النوم
تشير البيانات إلى أن مهيجات غرفة النوم تساهم في الكحة الليلية، مثل الغبار وشعر الحيوانات والروائح العفنة والرطوبة العالية. يؤدي التعرض المستمر لهذه المحفزات إلى تهيج ممرات التنفس وتفاقم السعال أثناء الليل. لذلك يُنصح بغسل أغطية السرير أسبوعياً بماء ساخن، واستخدام وسائد مضادة للحساسية، وتهوية الغرفة بشكل يومي.
طرق التحكم في الكحة الليلية
يمكن السيطرة على السعال الليل في حالات البرد الخفيف باستخدام وسائل طبيعية فعالة. البخار الدافئ من الاستحمام بماء ساخن قبل النوم أو استخدام جهاز ترطيب الهواء يساعد في ترطيب الممرات وتخفيف التهيج. كما أظهرت الدراسات أن العسل الطبيعي قبل النوم بنصف ساعة يهدئ السعال ويحسن جودة النوم، وهو خيار آمن نسبياً مقارنة بمثبطات السعال الكيميائية. يمكن أيضاً استخدام غسول الأنف الملحي لإزالة المخاط وتقليل الاحتقان.
ينصح برفع الرأس والكتفين أثناء النوم باستخدام وسائد إضافية لتسهيل التنفس وتقليل تجمع الإفرازات خلف الحلق. وللمرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو أو الانسداد الرئوي المزمن، يجب مراجعة الطبيب لضبط العلاج الليلي، إذ قد يحتاجون إلى بخاخات موسعة للشعب أو أدوية مضادة للالتهاب تؤخذ في أوقات محددة من اليوم. ويعتمد ذلك على توصية الطبيب بما يتناسب مع الحالة الفردية للمريض.
متى تستشير الطبيب
إذا استمر السعال لأكثر من أسبوعين، أو كان مصحوباً بصفير، أو ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، فقد يشير ذلك إلى مشكلة أعمق مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو الارتجاع أو الربو. كما أن الكحة التي توقظ المريض من النوم بشكل متكرر لا ينبغي تجاهلها لأنها قد تكون علامة على اضطراب تنفسي يحتاج إلى تشخيص دقيق. ينصح بزيارة الطبيب لتحديد السبب وخطة العلاج المناسبة.


