تعلن المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية أن العطش الشديد يمثل حالة طارئة تهدد صحة الجسم الأساسية وتتطلب تدخلاً فوريًا لتجنب مضاعفات خطيرة. يبدأ فقدان الماء بسرعة في جسم الإنسان، ما يؤثر في توازن السوائل وفي أداء الأعضاء الحيوية. تظهر النتائج عادة عندما يفقد الشخص كمية ماء كبيرة بسرعة، وتصبح العطش الشديد مسألة طبية تتطلب تقييمًا وعناية عاجلة، وإلا قد تتفاقم الحالات إلى مضاعفات مميتة.

انخفاض حجم الدم وتبعاته

يؤدي نقص الماء إلى انخفاض حجم البلازما، ما يسبب دوخة وإغماء وهبوط ضغط الدم وتزايد معدل ضربات القلب بسبب قلة تدفق الدم للأعضاء. يلاحظ المصابون أعراضاً مثل الدوار أثناء الوقوف والتعب العام نتيجة نقص الدم الجاري إلى الدماغ وباقي الأعضاء. يترتب على ذلك صعوبات في الأداء اليومي وتغيرات في الوعي إذا لم يتم التصرف بسرعة.

ارتفاع الحرارة وفقدان التعرق

يفقد الجسم قدرته على التعرق مع استمرار الجفاف، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم وخطر الإصابة بضربة شمس وإرهاق شديد وانهيار حراري. يفقد التنظيم الحراري أنظمته، وتزداد الحرارة الداخلية بسرعة. تتعاظم المخاطر في ظروف الحرارة العالية أو أثناء النشاط البدني الشديد دون ترطيب كاف.

تأثير الجفاف على الكلى

يشير تقرير NIH إلى أن العطش الشديد يسبب انخفاض التبول بشكل واضح وتراكم السموم في الدم، ما يزيد احتمال الإصابة بفشل كلوي حاد. تتأثر وظائف الترشيح الكلوي وتتعرض الكلى لضغوط كبيرة بسبب نقص الدم والتروية. إذا استمر الجفاف دون معالجة، قد تتفاقم الحالات إلى فشل كلوي يحتاج إلى رعاية طارئة. تجنب توقف التروية الدموي إلى الكلى جزء من التدخل الطبي العاجل.

التشنجات العضلية والضعف

يفقد الجسم الأملاح الحيوية مع الجفاف، ما يؤدي إلى تشنجات عضلية مؤلمة وضعف عام وتراجع في القدرة البدنية. ترتبط التقلصات بنقص أملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم في الدم. تصبح الحركات اليومية أكثر صعوبة وتزداد مخاطر السقوط والتعب. يلزم استعادة توازن السوائل والأملاح بسرعة لتخفيف هذه الأعراض.

الجفاف الشديد في الجلد والعيون والفم

يسحب الجسم الماء من الجلد للحفاظ على وظائف الأعضاء الداخلية، ما يؤدي إلى جفاف الجلد وتشقق الشفاه وجفاف العين وصعوبة الرمش. يعاني المصابون من جفاف الفم وصعوبة البلع بسبب نقص الرطوبة في الفم. تصبح الرؤية والراحة اليومية أكثر صعوبة مع استمرار الجفاف وتؤثر على الأداء اليومي. تحسن الأعراض يرتبط بسرعة إعادة توازن السوائل والأملاح في الدم.

تأثيرات على الدماغ والوظائف العصبية

تشير الأبحاث إلى أن العطش الشديد يسبب صداعاً قوياً وصعوبات في التركيز واضطراباً أو ارتباكاً، وفي الحالات المتقدمة هلوسة وبطئاً في ردود الأفعال. تتفاقم هذه الأعراض مع نقص التروية الدماغية وارتفاع درجات الحرارة وتراكم النفايات في الدم. قد يؤثر الخلل في أملاح الدم سلباً على الانتباه والتوازن والوعي بشكل عام. في الحالات القصوى يمكن أن يهدد ذلك الحياة حين يصل الجهاز العصبي إلى حالة لا تقبل الاستقرار.

اضطراب أملاح الدم وتداعياته القلبية

يفقد الجسم الأملاح الأساسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، ما يسبب اضطراباً في ضربات القلب وتعباً شديداً وهبوطاً حاداً. قد تتأثر معدلات النبض والضغط الدموي بشكل خطر وتزداد احتمالات الإغماء أو فشل القلب. في بعض الحالات قد يصل الأمر إلى توقف القلب إذا لم يتعامل الجفاف بسرعة وكفاءة. لذا يعتبر استعادة التوازن للسوائل والأملاح أمراً حيوياً خلال الحالات الحادة.

انهيار وظائف الجسم

في غياب العلاج المناسب، تزداد مخاطر حدوث صدمة هبوطية وفشل في أعضاء متعددة، وفي أسوأ الحالات قد يؤدي ذلك إلى الوفاة. تتراجع وظائف الجسم عندما يتدهور تدفق الدم إلى الأعضاء الأساسية وتتعطل الأنظمة الحيوية في عملها بشكل تراكمي. تبقى الرعاية العاجلة للترطيب وإعادة التوازن أمراً حيوياً لتقليل مخاطر المضاعفات وتخفيف الأعراض. يحتاج الوقاية من العطش الشديد إلى استمرار الترطيب وتجنّب المواقف التي قد تسبب فقدان كميات كبيرة من الماء بسرعة.

شاركها.
اترك تعليقاً