تخطط جهة فضائية أميركية لإرسال مفاعل نووي إلى سطح القمر قبل عام 2030، كخطوة قد تغيّر مستقبل الاستكشاف وتؤسس قاعدة بشرية دائمة خارج الأرض.
نظرًا لفترات الظلام الطويلة على القمر وعدم قدرة الطاقة الشمسية على توفير إمداد مستقر، ترى الوكالة أن الطاقة النووية هي الحل الأكثر موثوقية لإبقاء البشر على سطح القمر بشكل مستمر.
مع دخول الصين وروسيا إلى السباق بمشروعات مماثلة، لم يعد الأمر مجرد تجربة علمية بل سباق مبكر لترسيخ وجود دائم في الفضاء.
وتخطط الوكالة لإرسال مفاعل نووي يدرّ حوالي 100 كيلووات على الأقل، وهو حجم صغير مقارنة بتوربينات الرياح الأرضية لكنه يوفر طاقة مستقرة ضرورية للمهام القمرية الطويلة.
وقد دفعت المنافسة الدولية الولايات المتحدة إلى تسريع تنفيذ هذه الخطة، كجزء من دعمها لاستكشاف القمر ضمن مشروع أرتميس الذي يهدف إلى إرسال البشر مجددًا إلى القمر.
الحاجة إلى طاقة موثوقة على القمر
تواجه إقامة قاعدة قمرية تحديًا رئيسيًا في توفير طاقة كافية للحياة والعمل، فدورة القمر تقارب 28 يومًا أرضيًا مع أسبوعين من الضوء يعقبهما أسبوعان من الظلام، ما يجعل الاعتماد على الطاقة الشمسية صعبًا للمهمات الطويلة.
أوضح الدكتور سونغوو ليم، محاضر تطبيقات الفضاء في جامعة سري، أن بناء مسكن قمري بسيط لطاقم صغير يتطلب توليد طاقة بمقياس ميغاوات، وأن الألواح الشمسية والبطاريات وحدها لا تكفي لهذه الاحتياجات.
مع قلة قدرة الألواح والبطاريات، يتفق الخبراء على أن الطاقة النووية قد تكون الحل الوحيد لتزويد المستوطنين بالطاقة المستمرة اللازمة.
التحديات التنظيمية والسلامة
إطلاق مواد مشعة إلى الفضاء يحمل مخاطر سلامة مرتبطة بالنقل والتخزين، وتحتاج المهمة إلى تراخيص مناسبة، كما أن تشغيل مفاعل بشكل آمن على القمر لا يزال معقدًا ومكلفًا.
أشار الدكتور سيميون باربر إلى أن وجود مفاعل أو قاعدة تشغيلية قد يُلزم بإنشاء منطقة أمان حولها لحماية الرواد والمعدات.
التحديات التنفيذية والجدول الزمني
إلى جانب تحديات نقل المواد النووية، تحتاج ناسا لبناء بنية تحتية على سطح القمر، وتواجه المخاوف بشأن التأخيرات في برنامج أرتميس وخفض الميزانية وتأثيرهما على الجدول الزمني.
وتُرى الملاحظات أن مشروع أرتميس يهدف لإرسال البشر إلى القمر بحلول منتصف العقد المقبل، لكن الواقع يتطلب معالجة العديد من العوائق قبل أن يتحقق ذلك.


