يظهر ألم الصدر كإحساس متنوع يختلف من شخص لآخر، فقد يكون حارقًا أو ضاغطًا أو طاعنًا، وبدرجات شدة متفاوتة. قد يمتد الألم إلى الذراعين أو الرقبة أو الفك أو الظهر، وهو ما يضيف إلى قلق المصاب. قد يظهر مع الجهد البدني ويزول مع الراحة، كما يمكن أن يظهر أثناء الراحة دون سبب واضح. كما أن بعض أنواع الألم تستمر لبضع دقائق، بينما تستمر أنواع أخرى لأسابيع أو أشهر، وهو ما يستدعي متابعة طبية عند تكرر الألم.

متى يكون ألم الصدر خطيرًا؟

ينبغي الانتباه إلى علامات قد تشير إلى حالة قلبية حادة ويجب عدم تجاهلها. إذا انتشر الألم إلى الذراعين أو الكتف أو الظهر، أو صاحب صعوبة شديدة في التنفس، أو تعرّق بارد مفاجئ، فهذه إشارات تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا. كما قد يصاحبه غثيان أو دوار أو شعور بالإغماء، وإحساس بضيق شديد في منتصف الصدر، وفي حال استمرار الألم لأكثر من دقائق مع وجود هذه الأعراض ينبغي طلب الإسعاف فورًا. لا يجوز تجاهل هذه العلامات لأنها قد تعني حاجة ماسة لتقييم قلبك بسرعة لتجنب مضاعفات خطيرة.

الأسباب الشائعة لألم الصدر

النوبة القلبية هي السبب الأخطر، وتحدث عندما ينقطع تدفق الدم بشكل مفاجئ عن أحد الشرايين التاجية. يشعر المصاب بضغط أو امتلاء في منطقة منتصف الصدر، وقد ينتشر الألم إلى الذراعين أو الظهر أو الرقبة والفك. غالبًا ما يصاحبها ضيق التنفس وتعرق شديد وغثيان أو دوار وإرهاق غير مبرر. إن التأخر في طلب الإسعاف قد يؤدي إلى تلف عضلة القلب بشكل دائم، لذلك يجب طلب العناية الطبية العاجلة عند وجود هذه العلامات.

مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هو الأكثر شيوعًا كسبب غير قلبي لألم الصدر، ويشعر المصاب بحرقة خلف عظمة القص وشعور لاذع، وقد يشبه الألم أعراض الذبحة. يحدث الألم نتيجة رجوع حمض المعدة إلى المريئين، وغالبًا ما يزداد بعد الطعام أو عند الاستلقاء. رغم أنه غالبًا غير خطير، إلا أن الطبيب يوصي بتقييم أي ألم مستمر للتأكد من وجود مشكلة القلب أم لا.

تضيق الأبهر يحدث عندما يضيق صمام الأبهر، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر. الألم يشبه الذبحة مع شعور بالضغط والضيق، وقد يزداد مع الجهد ويمتد إلى الذراع أو الرقبة أو الفك. قد يصاحبه ضيق تنفس ودوخة، وهذه علامات تستدعي تقييمًا عاجلًا من الطبيب.

التهاب التامور يسبب ألمًا حادًا وطاعنًا في الجهة اليسرى أو وسط الصدر. عادة ما يزداد الألم عند الاستلقاء أو التنفس العميق، بينما يتحسن عند الجلوس وانحناء الجسم إلى الأمام. قد يكون السبب عدوى فيروسية بسيطة، لكن من الضروري إجراء تشخيص دقيق لاستبعاد حالات خطيرة أخرى.

اعتلال عضلة القلب الضخامي (HCM) هو مرض وراثي يؤدي إلى زيادة سماكة عضلة القلب، مما يقيّد تدفق الدم ويزيد من حاجة القلب للأكسجين. يحدث الألم غالبًا أثناء الجهد البدني، وقد يشبه أعراض الذبحة أو النوبة القلبية، ويتطلب متابعة مستمرة مع طبيب القلب.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يوصي الأطباء بعدم تجاهل أي ألم في الصدر، خاصة إذا كان شديدًا أو مفاجئًا أو مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى أو حدث أثناء الجهد. فالتقييم المبكر قد يمنع مضاعفات خطيرة مثل فشل القلب أو النوبة القلبية أو اضطرابات نبض القلب. يساعد التقييم المناسب في اختيار التدخل الطبي الأنسب بسرعة ويقلل من المخاطر.

شاركها.
اترك تعليقاً