تشير البيانات الطبية إلى أن حساسية الرضع تتنوع وتظهر بطرق مختلفة، إذ قد تكون البشرة حساسة وتصاب بطفح بسيط من التهيج أو بتهيج أقوى. وتظهر الأعراض خلال مراحل مختلفة من الطفولة وتختلف شدتها من الخفيفة إلى الشديدة، وقد تكون حادّة في حالات نادرة. وتؤثر الحساسية على النوم والتغذية وتنقلات الطفل وتجعله في حاجة إلى رعاية خاصة.
أنواع الحساسية عند الرضع
الإكزيما
تنتشر الإكزيما بين الأطفال وتصل نسبة الإصابة إلى نحو ٢٥٪ خلال سنواتهم الأولى. غالبًا ما تظهر العلامات الأولى قبل بلوغهم عاماً واحداً، وفي نحو ستين بالمئة من الحالات تكون البقع موجودة قبل نهاية العام الأول. يتميز الطفح بجفافه وحكته وتهيجه وتورمه، وربما يترك أثرًا عند الخدش المستمر. ينصح الطبيب عادةً بالترطيب المستمر للبشرة واستخدام منظفات لطيفة وتطبيق علاجات موضعية لتخفيف الأعراض.
الشرى الحطاطي
الشرى الحطاطي هو فرط حساسية تجاه لدغات الحشرات، وغالبًا البعوض والبراغيث أو العث وهو شائع لدى الأطفال الصغار. تتكوّن غالبًا من بثور حمراء شديدة الحكة في المناطق المصابة، وقد تتطور أحيانًا إلى بثور مملوءة بالسوائل وتؤدي إلى ندوب عند الخدش الشديد. يمكن منع اللدغات بارتداء ملابس واقية واستخدام طارد حشرات آمن للأطفال. في حالات معينة تخفف الكريمات الطبية الموصوفة ومضادات الهيستامين الأعراض.
حساسية الطعام
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 3% من الأطفال يعانون من حساسية تجاه بروتين حليب البقر، وهذا يبرز خصوصًا عند الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي. قد تظهر أعراض الحساسية لدى الرضع الذين يتناولون أطعمة تحتوي على بروتين الحليب سواء عبر الحليب الصناعي أو الغذاء المأخوذ عن طريق الأم المرضعة. تشمل الأعراض المحتملة ألم البطن، البكاء المفرط، السعال، الاحتقان الأنفي، الغثيان أو القيء، وربما سيلان العينين أو العطاس. عند وجود حساسية تجاه الطعام، قد يساعد اختيار تركيبات حليب مضادة للحساسية واستخدام أسلوب تقديم أطعمة صلبة من مكون واحد مع فاصل زمني بين الأصناف لتحديد المسبب المحتمل.
الحساسية الموسمية
عادةً ما تكون الحساسية الموسمية ردة فعل تجاه مسببات خارجية مثل حبوب اللقاح من النباتات والأشجار. وتشمل أعراضها الشائعة حمى القش، التهاب الأنف التحسسي الموسمي، احتقان الأنف، سيلان الأنف والعطس. يكون الأطفال الرضع أكثر عرضة لها في فترات ارتفاع وجود حبوب اللقاح، ويُفضل البقاء في المنزل خلال هذه الأوقات لتخفيف الأعراض. من المهم استشارة الطبيب لتقييم الأعراض وتحديد العلاج الأنسب في هذه المواسم.
الحساسية الداخلية
تُستخدم الحساسية الداخلية للإشارة إلى ردود فعل تجاه مسببات بيئية داخل المنزل، مثل الصراصير، الغبار، العفن والفطريات. كما أن المواد المهيجة المنزلية التي تلامس بشرة الطفل مباشرة مثل منظفات الغسيل والشامبو المعطر والصابون قد تسبب حساسية داخلية. يمكن تقليل التعرض لهذه المهيجات عبر تنظيم التنظيف المنزلي وتجنب المواد المعطرة القاسية. كما قد يساهم تحسين روتين العناية بالبشرة في التقليل من التحسس.
حساسية الحيوانات الأليفة
يمكن أن يسبب وبر الحيوانات الأليفة ولعابها وبولها ردود فعل تحسسية لدى الرضع، بما في ذلك الشرى والعطس والصفير. قد تظهر الأعراض فور ملامسة الطفل للحيوان أو فرائه ثم تختفي مع التعرض المتكرر أو التغير في التعرض. يُنصح بتنظيف المنزل بشكل منتظم وتجنب ملامسة البشرة لفروة الحيوان، وفي بعض الحالات يوصي الطبيب باستخدام أدوية موضعية أو مضادات هيستامين لإدارة الأعراض.
متى يجب طلب الرعاية الطارئة؟
الحساسية المفرطة هي استجابة تحسسية شديدة قد تهدد الحياة، ولذا يجب التوجه إلى المستشفى فورًا عند وجود تغيرات مفاجئة في السلوك أو صعوبة في التنفس أو تغير لون الجلد أو استمرار التقيؤ. كما يشمل ذلك الألم المعدة الشديد والتورم المفاجئ في الوجه أو الشفتين أو اللسان، وظهور علامات خلل بالحالة العامة. التعامل السريع مع هذه الأعراض يقلل من مخاطر التطور وتفاقم الحالة.
طرق لتخفيف الأعراض
لتخفيف أعراض الحساسية المرتبطة بالجلد يمكن وضع كمادات باردة على المناطق المصابة وتطبيق طبقة رقيقة من الفازلين بشكل منتظم. كما يوصى باستحمام الطفل بماء فاتر لمدة تصل إلى 10 دقائق وترطيب البشرة مرتين يوميًا، مع تجنب الحكة الشديدة والخدش العنيف. يمكن استخدام جهاز شفط لطيف لإزالة المخاط ونقاط الملح أو رذاذ أنفي لطيف وفق توجيهات الطبيب، مع متابعة الطبيب في حال استمرار الأعراض.
نصائح الوقاية
لمنع حدوث ردود فعل تحسسية، تشدد النصائح على تقليل ملامسة المسببات عبر الاستحمام المنتظم باستخدام منظفات خالية من العطور وتجفيف الطفل بشكل كامل. كما ينصح بتنظيف فراش الحيوانات وصناديقها وغسلها بشكل منتظم، والحفاظ على ترطيب البشرة والتأكد من أن ملابس الطفل فضفاضة ومريحة. ينبغي تجنّب التخزين في أماكن رطبة، والإقلاع عن التدخين، وإزالة المفروشات الثقيلة والسجاد من غرفة النوم، والقيام بتنظيف المكنسة الكهربائية بانتظام وغسل فراش الطفل بالماء الساخن بشكل منتظم.


