أوضح الدكتور حسن حسني، استشاري المخ والأعصاب، أن أول نوبة تشنج قد تظهر فجأة في عمر الثلاثينات أو الأربعينات، وأنها غالباً ما تكون مرتبطة بأسباب مختلفة عن الصرع المزمن. وتحدّث عن واقعة لسيدة تبلغ 34 عامًا تعرّضت لنوبة مفاجئة شملت تشنجات عنيفة وفقدان الوعي وعضّ اللسان، بينما كانت الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للمريضة طبيعية. كما أشار إلى أن وجود نوبة أولى في الحياة لا يعني بالضرورة وجود صرع مزمن، بل قد تكون علامة على حالة طارئة مختلفة. وتؤكد هذه المعطيات ضرورة إجراء تقييم طبي شامل لتحديد السبب وخطة المتابعة.
أسباب أول نوبة تشنج عند البالغين
يشير الدكتور إلى أن انخفاض الأملاح فجأة مثل الصوديوم أو الكالسيوم أو المغنيسيوم قد يسبب تشنجات وفقدان الوعي، خصوصاً مع الإرهاق أو الإسهال وقلة شرب الماء. كما أن اضطراب كهرباء المخ بشكل مفاجئ لا يعني بالضرورة وجود صرع مزمن، فبعض الناس قد يصابون بنوبة لمرة واحدة فقط. كما أن الإجهاد الشديد وقلة النوم من أكثر المحفزات لتفعيل الكهرباء في المخ لأول مرة. وأخيراً قد يساهم نقص فيتامين D ونقص B12 ومشاكل الغدة الدرقية في رفع قابلية حدوث النوبة.
أعراض يجب مراقبتها
تظهر على المريضة أعراض مثل صداع متكرر بعد النوبة ونعاس شديد واضطراب في الذاكرة القصيرة ورعشة خفيفة في الأطراف. وتستدعي هذه الأعراض متابعة طبية للمزيد من التقييم خلال الأيام التالية. كما أن ظهور أي من هذه العلامات يعني ضرورة استكمال الفحوصات وتقييم الحالة لدى اختصاصي الأعصاب.
الفحوصات الأساسية بعد أول نوبة
حتى لو كانت الأشعة سليمة، يبقى رسم المخ EEG أهم فحص يحدد نشاط كهرباء المخ. كما يجب إجراء تحليل أملاح كاملة وفحص دم شامل، إضافة إلى فحص الغدة الدرقية TSH وفيتامين D وفيتامين B12. وتربط هذه النتائج عادة بين العوامل القابلة للعلاج وخطر تكرار النوبات، مما يساعد الطبيب في التخطيط للمتابعة.
متى يكون الوضع طارئًا؟
تكرار النوبة خلال يومين، أو استمرار التشنج لأكثر من خمس دقائق، أو غياب الاستيقاظ والتنفس غير الطبيعي تعتبر وضعاً طارئاً ويستلزم التواصل مع خدمات الطوارئ فورًا. في هذه الحالات يجب تلقي العناية اللازمة والتقييم العاجل لتحديد السبب وخطة العلاج. كما ينبغي متابعة الحالة عن كثب بعد الحدث لتقييم الفحوصات وتطورها.


