يشرح هذا التقرير أن العطس المستمر حين يحاصرُك بلا سبب قد يكون علامة على اضطراب داخلي يستدعي الدراسة الدقيقة. يعرف العطس كاستجابة فسيولوجية طبيعية للجسم لطرد جسم دخيل أو مهيّج من الأنف. لكن تكراره اليومي وبشكل مزمن يشي بأن هناك خللًا في البيئة الأنفية أو الجيوب أو الجهاز المناعي يجب تقييمه بجدية. ويرى الخبراء أن هذه الإشارة البيولوجية قد تتقاطع مع حالات حساسية أو عدوى مزمِنة أو انسداد ميكانيكي أو مؤثرات بيئية مستمرة.
أسباب العطس المزمن
تُشير المعطيات الطبية إلى أن كثيرًا من حالات العطس المزمن ترتبط بالحساسية الأنفية التي تنشط عند تعرض الجسم لمثيرات غير ضارة بطبيعتها، إلا أن الجهاز المناعي يبالغ في رد الفعل. وتتزايد النوبات في مواسم الحساسية أو عند تربية الحيوانات الأليفة أو أثناء النوم في غرف مرتفعة الرطوبة. كما يؤثر الالتهاب التحسسي المستمر في جودة النوم وتكرار الصداع وانسداد الأنف وزيادة الإفرازات. وتؤدي هذه العوامل معاً إلى إبقاء العطس في حالة مستمرة دون توقف.
متى تستدعي زيارة الطبيب
إذا تزامن العطس مع صداع متكرر أو انسداد أنفي مستمر أو دماع واحمرار في العين أو صعوبة في التنفّس، فإن ذلك يقتضي زيارة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لتحديد السبب. يقوم الطبيب بإجراء فحص داخلي للأنف وتقييم البيئة المحيطة وفحوص الحساسية وربما يصدر حاجة إلى أشعة إذا لزم الأمر. يساعد ذلك في التفريق بين الحساسية البسيطة والالتهابات المزمنة أو الانسدادات التي تحتاج إلى تدخل علاجي. كما يلزم رصد الاستجابة للعلاج وتعديل البيئة المنزلية لتقليل المحفزات.
خيارات العلاج والوقاية
يعتمد العلاج على السبب الأساسي لكنه غالباً يشمل دواءً مخصصاً للتحكم في الحساسية وتقليل الالتهاب وبخاخات أنفية لتخفيف تهيج الغشاء المخاطي. وتُرفع فعالية العلاج عندما يترافق مع إجراءات للحد من المحفزات في المنزل وتعديل أنماط النوم والتهوية. وفي حال وجود عدوى في الجيوب الأنفية أو التهاب مزمن؛ قد يحتاج الوضع إلى علاج دوائي إضافي أو تدخل جراحي بسيط. يرافق ذلك متابعة مستمرة لتقييم الاستجابة وتعديل الخطة العلاجية بناءً على التطور.
الوقاية في المنزل
يؤدي تنظيف أغطية النوم والوسائد أسبوعياً إلى تقليل التراكمات المسببة للحساسية. كما تفيد أجهزة تنقية الهواء ذات المرشحات العالية في تقليل وجود المهيجات الدقيقة في المنزل. وينبغي تقليل مصادر الغبار والروائح القوية وتوفير تهوية جيدة للمكان وشرب كمية كافية من الماء. كما يمكن ارتداء كمامة أثناء التنقل في المناطق المزدحمة أو الملوثة للهواء.


