تعلن منظمة الصحة العالمية أن التخفيضات الحادة في التمويل الدولي تسببت في اضطرابات في خدمات الوقاية والعلاج والاختبار لفيروس نقص المناعة البشرية، بما في ذلك تقليص البرامج التي تقودها المجتمعات المحلية. وتؤكد أن هذه التخفيضات أضعفت الوصول إلى الوقاية قبل التعرض (PrEP) وخدمات الحد من الضرر، وأدت أحيانًا إلى إيقاف برامج أساسية في ظروف تعززها الفقر والضغوط الاقتصادية. وفي إطار اليوم العالمي للإيدز، تدعو المنظمة إلى تنظيم استجابة منسقة تعزز أدوات حديثة وتوسع نطاق التبني لها في جميع البلدان. وتؤكد أن أمام العالم فرصًا كبيرة مع وجود أدوات مبتكرة يمكن أن تغير مسار وباء الإيدز إذا ما وُصلت إلى الأشخاص الأكثر تعرضًا للخطر بشكل عادل وآمن.
أدوات الوقاية طويلة المفعول
توفر حقن ليناكابافير القابل للحقن مرتين سنويًا خيارًا وقائيًا وعلاجياً فعالاً بديلًا عن الحبوب الفموية. وتُعد هذه الأداة حلاً حيويًا لمن يحتاجون إلى التزام طويل الأمد أو يواجهون التحديات المرتبطة بالوصم. وتؤكد المنظمة أن اعتمادها وتوفيرها في الدول بدأ يتحرك مع موافقات تنظيمية وطنية جديدة في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وزامبيا، بفضل إجراء التسجيل التعاوني (CRP) وشراكات مع جهات مانحة.
التوجيهات والجهود العالمية
أصدرت منظمة الصحة العالمية في يوليو من هذا العام إرشادات جديدة توصي باستخدام ليناكابافير كخيار إضافي للوقاية قبل التعرض من فيروس نقص المناعة البشرية. وتؤكد الإرشادات أن توسيع نطاق الوصول إلى هذه الأداة يظل أولوية قصوى لجميع الحكومات والشركاء، مع تعزيز الوصول للأشخاص المعرضين للخطر. وتأتي هذه الإرشادات مع إشارات إلى أن وجود أدوات الوقاية الجديدة يجب أن يحسن فعالية الاستجابة العالمية ويقلل من الاعتماد فقط على البرامج التقليدية.
تحديات التمويل وتأثيرها
تشير بيانات البرنامج المشترك لمكافحة الإيدز إلى أن جهود الوقاية تراجعت، مع تسجيل نحو 1.3 مليون إصابة جديدة في عام 2024 وتزايد أثرها على الفئات الأكثر ضعفا. وعلى مستوى العالم يقدر عدد المصابين بنحو 40.8 مليون شخص وتوفي 630 ألف بسبب الإيدز. وتوضح البيانات أن ما يقرب من نصف الإصابات الجديدة حدثت بين العاملين في الجنس والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال والنساء المتحولات جنسياً والأشخاص الذين يحقنون المخدرات وشركائهم. وتبين أن الوصمة والتمييز والحواجز القانونية تعيق الوصول إلى الرعاية، بينما يخفض انخفاض المساعدات الخارجية فرص الوقاية قبل التعرض (PrEP) ويعرّض الاستجابة للخطر حتى عام 2030.
نهج الصحة الأولية وحقوق الإنسان
تؤكد منظمة الصحة العالمية أن القضاء على وباء الإيدز يتطلب نهجًا متكاملًا قائمًا على الأدلة ومبنيًا على حقوق الإنسان ضمن الرعاية الصحية الأولية. وتواصل المنظمة مع الشركاء وقادة المجتمع لوضع الفئات الأكثر تضررًا في صلب الاستجابة. ورغم عوائق التمويل، فإن مرونة المجتمعات المحلية وقيادتها تفتح طريق المضي قدمًا، ومع تعزيز النظم الصحية والاستثمار المحلي وحماية الحقوق يمكن للدول الحفاظ على المكاسب ومنع التخلف عن الركب.


