أعلن الباحث الأمريكي نيك نورويتز، الذي يعمل في جامعتي هارفارد وأكسفورد ويشتهر بعمله في الصحة الأيضية، عن خوض تجربة تناول 1000 سمكة سردين معلبة خلال شهر واحد. أشار إلى أن هذه الحمية تسببت في تغيّر رائحة جسده لتصبح كريهة تشبه رائحة السمك. وصف نفسه بأنه غاص في حالة تشبه الدولفين خلال هذه الفترة، حيث استهلك ألف سمكة معلبة على مدار 30 يوماً. أوضح أن الهدف كان تقييم ما إذا كان الاعتماد على السردين فقط يمكن أن يحاكي الصيام ويقدم فوائد في فقدان الدهون دون التضحية بالعضلات.

هدف التجربة وأسسها

أوضح نورويتز أن الهدف الأساسي كان اختبار إمكانية أن يحاكي نظام السردين الصيام من حيث فقدان الدهون وتحسين الطاقة والتركيز دون فقدان العضلات. كما أشار إلى أن السردين مع القشر والعظام يوفر بروتيناً عالي الجودة وفيتامينات متعددة في وجبة واحدة، ما يجعله خياراً عملياً لهذا المنعطف الغذائي. وأضاف أن الخطوة التكميلية تمثلت في إدراج زيت الزيتون وزيت MCT لدعم التمثيل الغذائي أثناء حالة الكيتونية ولتعويض انخفاض الطاقة الأولي. قال أيضاً إن إضافة الدهون أحدثت فرقاً واضحاً في نشاطه وشعوره خلال الأيام القليلة الأولى.

كيفية تنفيذ النظام

بدأ نورويتز بالنظام بنهج سردين فقط، ثم أضاف تدريجيًا زيت الزيتون كعامل توسيع للسعرات والدهون. بعد ذلك أُدخل زيت MCT المكوَّن من دهون سريعة الحرق، لمواجهة انخفاض الطاقة الناتج عن الاعتماد على الكربوهيدرات. كما أضاف الملح لمتابعة الإلكتروليتات والحفاظ على الترطيب أثناء حالة الكيتونية. وأفاد بأن هذه التعديلات أحدثت فرقاً ملموساً، فبحلول اليوم الرابع شعر بنشاط أعلى وأداء أقوى.

النتائج الجسدية والصحية

رصد نورويتز فقداناً للوزن بلغ نحو ستة أرطال خلال الأسبوع الأخير من التجربة، وهو ما يوازي حوالي 2.7 كيلوجرام. كما أظهر فحص الدم ارتفاعاً في مستوى أوميغا-3 لدرجة تفوق القياس المعتاد، وبدت النتائج أقرب إلى مستويات تشبه دم الدلافين. وصرح بأنه كان يمارس التمارين بيسر ويصعد 37 طابقاً من السلالم دون تعب، ما يعكس تحسن التحمل. وأشارت النتائج أيضاً إلى تعزيز التركيز والتمثيل الغذائي نتيجة تنشيط هرمون FGF-21 المرتبط بالأيض.

الرائحة والأثر الجانبي

أما الجانب السلبي فكان أن رائحة جسده بدأت تشبه رائحة سوق السمك، رغم الاستحمام وتنظيف الأسنان ورش الكولونيا. أشار إلى أن هذه الرائحة استمرت طوال التجربة ولم تختف رغم الإجراءات الشخصية. ولتكن حذراً، أضاف أن تجربة الصيام بالسردين قد تكون خياراً للفضوليين بشأن الصيام أو إعادة ضبط التمثيل الغذائي، لكنها ليست مناسبة للجميع خاصة من لديهم وزن منخفض أصلاً أو حساسية تجاه تقييد الكربوهيدرات.

الخلاصة والتحذيرات

تختتم النتائج بأن صيام السردين قد يستحق التجربة للفضوليين بشأن الصيام أو إعادة ضبط التمثيل الغذائي، لكنها قد لا تناسب الجميع. يجب مراعاة أن التجربة قد تكون مكثفة وتستهدف أشخاصاً لا يعانون من نقص الوزن ولا يعانون من حساسية تجاه القيود الكربوهيدراتية. ينصح باستشارة مختص قبل تبني هذا النمط من الحمية وتقييم المخاطر والفوائد وفق الظروف الشخصية.

شاركها.
اترك تعليقاً