يبرز تقرير أفريكا ريبورت كيف تتنافس عواصم ومراكز حضرية كبرى في أفريقيا على جذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز مكاناتها الاقتصادية من خلال إصلاحات مالية وضريبية، وتطوير البنية التحتية وتوسيع شبكات النقل، إلى جانب الاستثمار في الابتكار والخدمات الاجتماعية. يوضح التقرير أن المنافسة تتم من خلال تحسين مناخ الأعمال وتبسيط الإجراءات وتوفير الحوافز، إضافة إلى مشاريع ضخمة في النقل النظيف والصحة والتعليم. كما يؤكد أن هذه المدن تحولت إلى محركات رئيسية للاقتصاد الوطني في بلدانها وتساهم مساهمة ملحوظة في الناتج المحلي الإجمالي. يشير إلى أن الاستقرار السياسي وتبسيط الإجراءات الإدارية والحوافز الضريبية أسهمت في بيئة أعمال أكثر جاذبية، إلى جانب مشاريع ضخمة في النقل النظيف والصحة والتعليم.

لماذا تتصدر القاهرة

تشير النتائج إلى أن القاهرة تتصدر القائمة بفضل تدفق رؤوس الأموال في السنوات الأخيرة. بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القاهرة بين عامي 2019 و2023 نحو 11.3 مليار دولار، منها 4.3 مليار دولار في العام الأخير وحده. نفذت الدولة المصرية مشاريع كبرى شملت تحديث شبكة المترو، وإنشاء محطات شحن كهربائية، وبناء فنادق فخمة ومراكز بيانات، إضافة إلى ترميم مواقع تاريخية وثقافية. وتمكنت القاهرة من تشغيل مونوريل يربط العاصمة الإدارية الجديدة، وهو جزء من تعزيز البنية التحتية وتيسير التنقل.

كيغالي في المركز الثاني

تأتي عاصمة رواندا في المرتبة الثانية وفق التقرير، حيث جذبت نحو ملياري دولار من الاستثمارات الأجنبية عبر 38 مشروعًا بين 2019 و2023. وتبلغ حصتها من الناتج المحلي الإجمالي الوطني نحو 41%، وهو دليل على تأثيرها القوي في الاقتصاد. ويشير التقرير إلى أن قوة كيغالي تتجسد في الاستقرار السياسي والاعتماد على الرقمنة وتبسيط الإجراءات، مع مراكز خدمة موحدة للمستثمرين وحوافز ضريبية وضمانات بيئية وعمرانية. وتشهد المدينة مشاريع بنية تحتية رئيسية مثل مطار بوغيسيرا الدولي بقيمة ملياري دولار، وتستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 7 ملايين مسافر سنويًا بحلول 2027 و14 مليونًا بحلول 2032.

نيروبي في المركز الثالث

تفتخر العاصمة الكينية نيروبي بأنها بلغت المركز الثالث بعدما كانت في المركز السادس في العام الماضي رغم الاضطرابات التي شهدتها في يونيو 2024. يذكر التقرير أن نيروبي تستضيف مكاتب إقليمية للأمم المتحدة وتساهم بنحو 27.5% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، وتحقق استقطاب 3.4 مليارات دولار عبر 181 مشروعًا بين 2019 و2023. وتشير البيانات إلى أن المدينة أصبحت مركزًا لشركات تكنولوجيا كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وآي.بي.إم، وتؤكد الاستراتيجيات أنها تدعم الخدمات الرقمية وتوفر بيئة داعمة للابتكار والشركات الدولية.

تؤكد أمثلة القاهرة وكيغالي ونيروبي أن الاستثمار في البنية التحتية والابتكار هو الطريق لتعزيز النمو الاقتصادي وجعل المدن الأفريقية أكثر تنافسية على مستوى العالم. وإلى جانب الاستقرار السياسي وتبسيط الإجراءات وتوفير الحوافز الضريبية، تبرز مشاريع النقل النظيف والصحة والتعليم كعوامل دعم رئيسية. وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بالحكم وتزايد الطلب على الخدمات الأساسية، تُظهر التجارب أن نماذج التنمية الحضرية في القارة يمكنها تحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال التخطيط الملائم والاستثمار المستمر.

شاركها.
اترك تعليقاً