يضم متحف آثار الغردقة أكثر من ألف قطعة أثرية نادرة تعكس تنوع العصور التاريخية. تمتد المجموعة من عصر الدولة القديمة حتى التاريخ الحديث، وتعرض تحفاً تعكس حياة الإنسان عبر العصور. ومن بين القطع تبرز قطعة فريدة هي رأس ملكية للملك تحتمس الثالث، مصنوعة من الجرانيت الصلب وتُعد نموذجاً لدقة النحت وفخامة الفن. يركز المتحف على تأريخ حضارة النيل من خلال تماثيل ومقتنيات تعكس القوة السياسية والعسكرية لمصر القديمة.
رأس تحتمس الثالث الملكي
يتضمن المتحف رأساً من الجرانيت يعود للأسرة الثامنة عشر ويبرز بدقة ملامح الملك وتحولات العصر. يظهر النحت الملكي القوة والوقار التي ميزت تحتمس الثالث خلال الدولة الحديثة. حفظت هذه القطعة عبق التاريخ وأبرزت مهارة الفنان المصري في تقويم الملامح الملكية بدقة ووقار.
تحتمس الثالث أعظم حكام مصر القديمة
يعتبر تحتمس الثالث أحد أعظم فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وهو قائد ميدان الحروب وقائد إمبراطورية مصرية حديثة. أسس إمبراطورية مصرية حديثة امتدت في أوج قوتها حتى عام 1070 قبل الميلاد. استمرت الإمبراطورية في قوة نفوذها وفرض سلطانها عبر حدود واسعة في آسيا وبجوار النيل، حتى النوبة جنوباً. ويخلّده التاريخ كمحارب مبدع وقائد حكيم يستند إلى تنظيم عسكري محكم.
عبقرية عسكرية فريدة وقائد أسطوري
امتلك تحتمس الثالث شخصية فذة وعبقرية عسكرية لا مثيل لها. تدرب منذ صغره في ساحات المعارك بالأقصر واهتم ببناء جيش نظامي قوي زوده بالفرسان والعربات الحربية، مما جعله نموذجاً للقائد المحارب في التاريخ المصري القديم. وتظهر تماثيله في صورة شاب قوي البنية يعكس القوة والقدرة القتالية.
الملك المحارب وصانع الإمبراطورية
بعد وفاة الملكة حتشبسوت تولى تحتمس الثالث العرش وبدأ في تأمين الحدود وإعادة بسط نفوذ مصر على المناطق المعادية. قاد نحو ست عشرة حملة عسكرية إلى آسيا (سوريا وفلسطين) ونجح في تثبيت السيطرة المصرية حتى بلاد النوبة جنوباً. يخلّد التاريخ إنجازاته كأعظم الملوك المحاربين في العالم القديم.


