تزداد حاجة الحامل للحديد خلال الحمل بشكل ملحوظ، خصوصاً في الثلثين الثاني والثالث، مما يجعل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من أكثر أشكال النقص شيوعاً. يحتاج الجسم إلى إنتاج مضاعف لخلايا الدم الحمراء لتزويد الجنين بالأوكسجين والمغذيات. وعندما لا يتوافر الحديد بالكمية الكافية، تنخفض قدرة الدم على نقل الأكسجين؛ فتصبح علامات التعب والدوخة وشحوب البشرة واضحة أكثر مع الوقت. وقد لا تظهر الأعراض في البداية لكنها قد تتطور وتؤثر في قدرة الحامل على التحمل وصحة الجنين.
الأسباب والأعراض
قد ينقص الحديد لأسباب عدة بسيطة مثل قلة تناول الأطعمة الغنية بالحديد أو ضعف امتصاصه. أحياناً يزداد النقص بسبب زيادة تكسير خلايا الدم أثناء أمراض معينة واحتياجات النمو المتزايدة. وفي جميع الحالات، تتراوح الأعراض من إرهاق عام وصعوبة في التركيز إلى سرعة ضربات القلب مع المجهود. وقد لا تتضح الأعراض بسهولة في المراحل المبكرة.
التغذية والوقاية من فقر الدم
الغذاء المتوازن يمثل خط الدفاع الأول ضد فقر الدم. يحتوي الحديد الحيواني على الحديد الهيم الذي يُمتص بسهولة أكبر مقارنة بالحديد النباتي، لذا ينبغي تضمينه في النظام الغذائي. في حال الاعتماد على الأطعمة النباتية، يجب اختيار العدس والفاصوليا والسبانخ والبنجر ودقيق فول الصويا مع تناولها مع عصير غني بفيتامين C لتعزيز الامتصاص. كما يُقلل شرب القهوة أو الشاي مع الوجبات من امتصاص الحديد بسبب التانينات.
حمض الفوليك والفيتامينات المساندة
يُعد حمض الفوليك عنصرًا مهمًا إلى جانب الحديد أثناء الحمل، فهو يشارك في تكوين الخلايا الدم الجديدة ويساعد في الوقاية من تشوهات الجنين. يمكن الحصول عليه من الخضراوات الورقية الداكنة وجنين القمح والفول وعصير البرتقال الطازج. كما يسهم فيتامين B12 الضروري لتكوين كريات الدم الصحي في مصادر مثل البيض ومنتجات الألبان والأسماك. ويُفضل التناغم بين الحديد والفولات والفيتامينات المساندة لضمان حماية الأم والطفل.
المكملات الغذائية
في كثير من الحالات لا يكفي النظام الغذائي وحده لتلبية الحاجة اليومية من الحديد أثناء الحمل. لذلك يصف الطبيب مكملات الحديد ضمن منتجات الفيتامينات اليومية قبل الولادة. غالباً ما تحتوي المكملات على 30 إلى 60 ملغ من الحديد وتكفي للوقاية من النقص، وقد يوصى بجرعات أعلى في حالات فقر الدم. يُفضَّل أخذ الحبوب مع وجبة خفيفة لتقليل اضطرابات المعدة، مع تجنّب الحليب والكالسيوم لأنها تعيق امتصاص الحديد.
مشروبات تدعم امتصاص الحديد
عصير البرتقال أو الليمون غنيان بفيتامين C ويساعدان في تعزيز امتصاص الحديد. عصير البنجر يدعم إنتاج خلايا الدم. الجزر والتفاح يقدمان مضادات أكسدة مفيدة لصحة الدم والدورة الدموية. يفضل تقليل المشروبات المحتوية على كافيين والمشروبات الغازية لأنها قد تقلل امتصاص الحديد وتزيد فقد السوائل.
الطبخ في أوانٍ حديدية
استخدام أوان الطهي المصنوعة من الحديد الزهر يساعد في إضافة كميات من الحديد إلى الطعام بشكل تدريجي وآمن. يؤثر هذا الإجراء بشكل بسيط على القيمة الغذائية للطعام ويُسهم في رفع النسبة اليومية من الحديد. يمكن أن يكون له أثر متواضع في دعم الوقاية من النقص مع مرور الوقت.
العناية الذاتية والمتابعة الطبية
إلى جانب الغذاء والمكملات، تُنصح الحامل بالراحة الكافية وتجنب الإجهاد الزائد. النوم الجيد يساعد في إنتاج خلايا الدم ودعم صحة الأم والجنين. ينبغي إجراء المتابعة الطبية المنتظمة لاكتشاف أي نقص مبكر ومعالجته بسرعة. فقر الدم أثناء الحمل ليس أمرًا حتميًا، ولكنه يتطلب وعيًا وتغذية ذكية ومتابعة مستمرة.


