يؤكد الخبراء الصحيون أن الحرمان من النوم لمدة ليلة واحدة يفرض صدمة فسيولوجية على الجسم، تمتد من اضطرابات هرمونية حادة إلى مخاطر سلامة جسدية متزايدة. تشير دراسات إلى أن 24 ساعة من اليقظة تعادل في تأثيرها ضعف الذاكرة والتركيز، وتُقارن بتأثير شرب أربعة كؤوس من النبيذ أو الجعة. وتؤكد النتائج أن التأثير يزداد مع استمرار نقص النوم وتراكم التعب.
آثار بلا نوم خلال اليوم
تظهر الاستجابة الهرمونية فور الاستيقاظ، فيحاول الجسم تعويض النقص بإفراز حاد لهرمونات اليقظة. ثم يرتفع مستوى الكورتيزول (هرمون التوتر) بشكل ملحوظ خلال الساعة التالية، مما يمنح شعوراً مؤقتاً باليقظة مبنياً على الإجهاد. يزيد ذلك القلق ويضعف المناعة بشكل مؤقت.
تتعرض الوظائف الإدراكية للانخفاض بسبب ظاهرة تُعرف بضباب الدماغ التي تضعف التركيز والذاكرة وسرعة الاستجابة. كما تؤدي هذه الحالة إلى ظهور نوبات نوم مصغرة خلال فترة ما بعد الظهر قد تكون غير إرادية في بعض الأيام. وتؤثر هذه التحديات على الأداء اليومي وتزيد احتمال وقوع أخطاء أو حوادث.
تزداد الشهية والتقلبات العاطفية نتيجة اضطراب هرمونات الجوع والشبع. يسبب ارتفاع هرمون الجوع (الغريلين) وتغير هرمون الشبع (اللبتين) زيادة الرغبة في تناول الكربوهيدرات. وفي الوقت نفسه، تصبح المشاعر أكثر حدة وعصبية نتيجة فرط نشاط اللوزة الدماغية. ينعكس ذلك على المزاج العام والسلوك اليومي.
إرشادات المساء بعد الحرمان
تؤكد الإرشادات بشدة على تجنب القيلولة وتجنب النوم مبكراً جداً مع تراكم التعب. تهدف إلى الحفاظ على الإيقاع الطبيعي للساعة البيولوجية واستعادة النوم المنتظم في الليلة التالية. يسهم الالتزام بهذا النهج في تقليل التأثيرات السلبية للحرمان على الأداء اليومي في الأيام التالية. يظل الهدف هو العودة إلى نمط نوم صحي في الليل التالي.


