أعلن الدكتور محمود محيي الدين خلال فعاليات المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في الدوحة عن خارطة طريق للتحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تساهم في تحقيق أهداف النمو والتنمية لدول المنطقة. أوضح أن نجاح هذا التحول يتطلب شجاعة سياسية وشراكات قوية بين مختلف الأطراف، إضافة إلى التزام أكبر بتطبيق أدوات التمويل المبتكر لضمان أن تكون التكنولوجيا محركاً للشمول والقدرة على المنافسة. وأكد أن تحويل الابتكار الرقمي إلى واقع عملي يشترط تحويل المشروعات التجريبية إلى أنظمة وطنية وإقليمية مستدامة. كما لفت إلى أن المنطقة تعد من أكثر مناطق العالم إجهاداً للمياه وأن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد التحلية بنِسَب تتراوح بين 70 و90 في المئة لتلبية احتياجاتها.
تمويل مبتكر وحلول رقمية للمياه
أشار إلى ضرورة إقران الحلول الرقمية بأدوات التمويل المبتكر مثل التمويل المشترك والسندات الخضراء وآليات تقاسم المخاطر، مع التأكيد على تحويل المشروعات التجريبية إلى أنظمة وطنية وإقليمية مستدامة. وطرح إطاراً خماسياً يحسن الأداء وينسق الجهود في خمسة محاور هي: تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتوسيع كفاءة المياه في الزراعة، وحشد التمويل من أجل التكيف، وتطوير بنية تحتية للبيانات الإقليمية المشتركة، وتعزيز قدرات المؤسسات بصورة شاملة. وتأكيد أن المنطقة بحاجة إلى تنظيمات تدعم الابتكار وتسهّل دخول القطاع الخاص للاستثمار في البنية التحتية للمياه. ولدى محيي الدين ملاحظة عن الوضع القاسي لندرة المياه في المنطقة، مع الإشارة إلى أن تعزيز الحوكمة والبيانات المشتركة سيمكن من جذب رؤوس الأموال وتوسيع نطاق العمل الرقمي في القطاع.
تحويل الأطر التنظيمية إلى تمكين الاستثمار
أوضح محيي الدين أهمية تحويل الأطر التنظيمية في المنطقة من تنظيم من أجل التحكم إلى تنظيم من أجل التمكين والابتكار والاستثمار. وأشار إلى التحديات المتمثلة في الأطر القديمة والتنسيق الإقليمي المحدود والأعباء المالية والتنظيمية المفروضة على المشغلين، إضافة إلى غياب شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص. وشدد على أن المستقبل سيكون لصاحب السياسات التي تعتبر البنية التحتية الرقمية أصلًا استراتيجيًا وتتبنى أطر عمل مرنة قائمة على التوقعات المعقولة وجذب الاستثمارات الخاصة.
الإنسان والذكاء الاصطناعي في العمل والاستثمار
أشار في جلسة عن البشر في صُلب الموضوع إلى ضرورة أن تخدم ابتكارات الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية التنمية البشرية. وأكد أن التحدي ليس في أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر بل في كيفية استغلال هذه الأدوات لتمكينهم وتعزيز النظم الاقتصادية. حدد الأولويات بخصوص الاستثمار في القدرات البشرية من خلال تزويدها بمهارات الذكاء الاصطناعي وتطوير أدوات التعلم، وتنظيم الأموال الرقمية والذكاء الاصطناعي بمرونة وبُعد نظر. وبناء أنظمة حماية اجتماعية تجعل المجتمعات أكثر قدرة على التعامل مع الصدمات.


