يسود ترابط جميل بين الأجيال في الأسرة المصرية، فالأجداد جزء أصيل من تفاصيل البيت. يحضرون بحضور دافئ يعطي دعماً ومحبة ويمنح الأطفال إحساساً بالأمان والانتماء. وفي الوقت نفسه، يحرص الوالدان على الحفاظ على قواعد التربية التي وضعوها لضمان توازن العلاقة وتوجيه الأطفال. هذا التفاعل يتطلب تناغماً وتفهماً مستمراً بين الأجيال لتحقيق مصلحة الأطفال.

افترض حسن النية

يفترض الوالدان دائماً أن هدف الأجداد هو المساعدة وليس الإزعاج، فالأجداد قد يخطئون أحياناً بسبب الرغبة في الدعم أو نقص الحدود التي وضعها الآباء. لذا يصبح من الضروري مصارحتهم بنبرة هادئة حول كيفية تقديم المساعدة المطلوبة وإشعارهم بأن وجودهم مهم داخل الأسرة وأن دورهم محل تقدير. كما يجب توضيح حدود التدخل بشكل واضح وبناء حتى لا تتحول النوايا إلى خلافات. يساعد هذا التفاهم على استمرار التناغم بين الأجيال لصالح الأطفال.

تجنب الانتقاد المباشر

يجب على الأطراف تجنب الانتقاد المباشر، فالتعليقات السلبية تضعف الثقة وتثير الدفاعية وتفتح باب الخلاف. يفضل بدلاً من ذلك طرح سؤال حول كيفية تقديم المساعدة المطلوبة بشكل بنّاء والإشادة بالجوانب الإيجابية. يساهم الأسلوب الإيجابي في الحفاظ على علاقة صحية وآمنة بين الأجيال، كما يساعد على تفسير الاختلافات بطريقة هادئة. بهذا الشكل يمكن للجميع المشاركة في تربية الأطفال دون توتر.

التعامل مع تجاوز الحدود

يتجاوز بعض الأجداد حدود الراحة بإعطاء نصائح غير مطلوبة أو بانتقاد أسلوب التربية. يجب على الوالدين توضيح الأمر بلطف وبناء، مع إشعار الأجداد بأن وجودهم مهم وأن دورهم محل تقدير. كما يمكن دعوة الأجداد للمشاركة في أنشطة تربوية أو زيارة طبيب الأطفال لمعرفة التغيرات الحديثة في التربية، حتى يفهموا حدود الأدوار الجديدة. يساعد ذلك في تقليل الخلافات وتخفيف التوتر بين الأجيال.

النصيحة عند الطلب

تقتصر النصائح على الطلب وتُبتعد عن الإدلاء بها تلقائياً. عند وجود مشكلة تحتاج تدخل، يُفضل طلب الإذن والتحدث مع الوالدين بدلاً من الحديث أمام الأطفال. يجب ألا تميل إلى الانحياز لأحد الطرفين أو الكلام بشكل سلبي عن الآخر لتجنب شرخ داخل الأسرة. يعود التوازن الأسري إلى الاحترام المتبادل وتوجيه الحوار نحو مصلحة الأطفال.

لا تقف في المنتصف

استمع الأجداد إلى أحاديث الأحفاد بتعاطف دون إصدار حكم أو انتقاد. يجب دعم قرارات الوالدين وعدم تشجيع الطفل على مخالفتها. يتركز دور الأجداد هنا في تقديم الدعم دون الانزلاق إلى صدام. بهذا الأسلوب يحافظ الجميع على علاقة متينة بين الأجيال ويقلل من التوتر.

شاركها.
اترك تعليقاً