كشف علماء الفلك عن لحن فضائي غريب التقطه مرصد TESS التابع لناسا، يأتي من نجم عملاق أحمر يدور قرب ثقب أسود في نظام Gaia BH2 على نحو 3800 سنة ضوئية في كوكبة القنطورس.

ليست هذه الاهتزازات مجرد أصوات ضوء، بل رسائل خفية تكشف ماضيا عاصفا لنجم يعيش في رقصة خطيرة مع الثقب الأسود القريب. تشبه هذه الاهتزازات التي يسميها العلماء “التذبذبات النجمية” طريقة الزلازل على الأرض، لكنها تكشف البنية الداخلية للنجوم البعيدة.

إشارات من Gaia BH2 واهتزازاته

وبفضل حساسية أدوات تيس، تبين أن العملاق الأحمر في Gaia BH2 ليس كما يبدو؛ فهو أصغر سنا من المتوقع نحو 5 مليارات سنة، ولكنه غني بالعناصر الثقيلة التي عادة ما ترصد في النجوم الأكبر سنا. هذا التناقض أثار دهشة الباحثين وأشار إلى تاريخ غير مألوف للنجم.

تشير التقديرات إلى أن النجم اكتسب جزءا من كتلته من رفيق ثنائي، ربما نتيجة اندماج نجمي أو تدفق مادة حدث عندما تشكل الثقب الأسود في النظام. هذا البلَع النجمي غيّر تركيب النجم وسلوكه، و جعله يدور بسرعة غير عادية لعملاق أحمر: دورة كاملة كل 398 يوما.

ويُعتقد أن التفاعل بين النجم والثقب الأسود هو ما ولّد تلك الأغنية التي التقطها تيس، إذ تكشف الاهتزازات عمقا ماضيا مضطربا للنجم الذي خضع لتحولات عنيفة.

الحقيقة الصادمة في Gaia BH2 أن النجم الأحمر المصاحب ليس كالنجم العادي؛ رغم كونه عملاقا، يقدر عمره بنحو 5 مليارات سنة فقط، وهو أصغر من النجوم المشابهة، ومع ذلك يحمل تركيبة غنية بالعناصر الثقيلة وخاصة العناصر α، وهو ما يُرى عادة في النجوم الأقدم. كما أنه يدور بسرعة عالية مقارنة بنجوم من فئته العمرية، وهذا يؤكد تأثير الثقب الأسود وقوى المدّ التي يتعرض لها.

هذه الصفات مجتمعة تقترح ماضيا عنيفا ومعقّدا للنجم، وربما نتج عن تفاعل مع رفيق ثقب أسود أو اندماج مع نجم آخر، ما أعاد تشكيل داخله وسلوكه. باختصار، يظهر Gaia BH2 أن الأنظمة الثنائية التي تضم ثقوبا سوداء قد تحمل تاريخا من التقلب والغموض يفوق توقعات النماذج الفلكية التقليدية.

شاركها.
اترك تعليقاً