ارتفاع الضغط صباحًا

يؤكد الأطباء أن ارتفاع الضغط في الصباح ليس تغيرًا عابرًا بل مؤشرًا مهمًا لصحة القلب والأوعية الدموية، خاصة إذا تكرر يومًا بعد يوم. قد يرافقه صداع قوي عند الاستيقاظ أو دوار أو شعور عام بالإجهاد يزول خلال ساعات النهار. تعتبر قراءة الضغط الصباحي المرتفعة سببًا رئيسيًا للقلق الصحي وتستلزم متابعة مستمرة مع الطبيب لتقييم المخاطر واتخاذ إجراءات مناسبة.

الساعة البيولوجية وتأثيرها

توضح الدراسات أن الضغط الدم يمر بتقلبات طبيعية خلال اليوم، حيث تكون مستوياته في أدنى حدودها أثناء النوم. عند حلول الصباح، يفرز الجسم أعدادًا من الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين التي تعزز اليقظة والنشاط، مما يؤدي تلقائيًا إلى ارتفاع الضغط. تبلغ هذه الزيادة ذروتها عادة خلال الساعات الأولى من الاستيقاظ ثم تعود تدريجيًا إلى المستويات الطبيعية.

أنماط تغير الضغط خلال اليوم

يصنف الأطباء أنماط الضغط الدم إلى ثلاثة أنواع رئيسية. النمط الطبيعي يظهر انخفاضًا ليليًا بنحو 10 إلى 20% ثم يرتفع صباحًا. النمط غير المنخفض يحافظ فيه الضغط على مستوى قريب بين الليل والنهار. أما النمط العكسي فيسجل ارتفاعًا أثناء الليل وهو مؤشر خطر على صحة القلب.

أسباب ارتفاع الضغط صباحًا

تظهر إلى جانب الإيقاع البيولوجي عوامل إضافية قد تسهم في الارتفاع الصباحي. اضطرابات النوم وانقطاع النفس أثناء النوم تعتبر من أبرز العوامل. كما أن العمل بنظام المناوبات والتوتر والقلق وتناول وجبة كبيرة قبل النوم وتناول كميات عالية من الملح تساهم جميعها في رفع الضغط صباحًا. نقص هرمون الميلاتونين وقلة ساعات النوم وبعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب والكورتيزون وتوقيت التمارين الرياضية غير المناسب قد تكون من بينها أيضًا.

أعراض ارتفاع الضغط

يظهر أحيانًا صداع شديد عند الاستيقاظ أو دوار أو ألم في الصدر أو ضيق في التنفس أو تشويش في الرؤية. لكن غالبية الحالات لا تظهر أعراض واضحة في البداية، لذلك يطلق عليه القاتل الصامت. تستدعي هذه العلامات تقييم القراءة الطبية والاتصال بالرعاية الصحية إذا استمرت. يعد قياس الضغط بانتظام أداة مهمة للمراقبة والمتابعة.

كيف تُدار المشكلة صباحًا

تنصح الممارسات الطبية بقياس الضغط فور الاستيقاظ مع الجلوس لمدة دقيقتين قبل القراءة وتوثيق القراءات لمراقبة النمط الشخصي. قد يوصي الطبيب بتعديل أوقات أدوية الضغط لتثبيت القراءة الصباحية ضمن هدف علاجي محدد. ينصح أيضًا بالنوم الجيد لمدة كافية، مثل 7–8 ساعات، للمساعدة في تقليل الإفرازات الهرمونية المحفِّزة للضغط. كما أن تقليل استهلاك الملح في العشاء يسهم في تخفيض الضغط خلال اليوم التالي.

متى تستشير الطبيب

إذا كانت القراءة الصباحية تتجاوز 135/85 بشكل متكرر، فهذه حالة تستدعي زيارة الطبيب لتقييم الخطة العلاجية. إذا ظهرت أعراض حادة مثل ألم شديد في الصدر أو صعوبة في التنفس أو تغيّرات ملحوظة في الرؤية، يجب التوجه للطبيب فورًا. يوصى أيضًا بالمتابعة الطبية عند وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب أو إذا لم تتحسن القراءات مع الإجراءات المتبعة.

شاركها.
اترك تعليقاً