تشير مراجعات بحثية إلى وجود صلة بين كثرة مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة وانخفاض القدرة على التركيز والضبط الانفعالي. وبينت مراجعة شملت نحو 71 دراسة شارك فيها نحو 100 ألف مشارك أن الاستهلاك المفرط لهذه المقاطع يرتبط بالأداء الإدراكي الضعيف، خاصة في مجالي الانتباه وتنظيم الانفعال. كما رُبط الاستخدام المفرط بارتفاع أعراض الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة، وفقاً لـ NBC News.
مخاطر الدماغ من المحتوى القصير
تظهر أدلة من مراجعات حديثة أن الاستهلاك المفرط للفيديوهات القصيرة يمكن أن يترك آثاراً سلبية على الدماغ بشكل عام عند استهلاكه بجرعات كبيرة. وتربط مراجعات في مجلة Psychological Bulletin بين الاستخدام المفرط ومشكلات في الانتباه والتحكم بالعواطف، كما تلاحظ زيادة أعراض القلق والاكتئاب والتوتر والشعور بالوحدة. وتؤكد المصادر أن الصورة الكلية لا تزال غير واضحة علمياً وتحتمل تفسيرات متعددة.
أثر على الانتباه والتحصيل الأكاديمي
وفي مراجعات حديثة، تم تلخيص 14 دراسة حول استخدام مقاطع الفيديو القصيرة، فوجدت ارتباطاً بين الاستخدام الكبير وقصر فترات الانتباه وتدني الأداء الأكاديمي. وتشير النتائج إلى أن هذه الآثار قد تستمر لكنها غير واضحة في طبيعتها ودرجة ثبوتها على المدى البعيد. ومَع ذلك، لا تزال الأبحاث بحاجة إلى مزيد من التوضيح حول الفئات الأكثر تأثراً والآليات المسؤولة.
آراء الخبراء حول المخاطر
قال جيمس جاكسون، أخصائي علم النفس العصبي في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إنه يحذر من المبالغة في رد الفعل تجاه صعود الفيديوهات القصيرة، لكنه يرى وجود مبررات للمخاوف حتى الآن. يشير إلى أن الأدلة حتى الآن تشير إلى أن مشاهدة كميات كبيرة من هذه المحتويات قد تكون لها آثار ضارة على الدماغ، وإن كان فهمها الكامل يتطلب أبحاث إضافية لتحديد الفئات الأكثر تأثراً ومدى دوام هذه التأثيرات وآلياتها. ويؤكد أن التوازن في التعامل مع التقنية هو أمر ضروري لتقييم المخاطر بشكل دقيق.
وتشير بيانات المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن نحو 1 من كل 9 أطفال تلقوا تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة بحلول عام 2022. وتقول الدكتورة نيدهي جوبتا، أخصائية الغدد الصماء عند الأطفال، إن معظم الأبحاث حتى الآن ركزت على الشباب، لكنها تتطلع إلى توسيع الاهتمام ليشمل كبار السن الذين لديهم وقت فراغ أكبر وقلة إلمام بالتكنولوجيا، ما يجعلهم أكثر عرضة للمحتوى القصير. وتوضح أن التغيرات المعرفية المرتبطة باستخدام الوسائط القصيرة قد تكون قابلة للعكس لكنها قد تستغرق سنوات من الدراسة الإضافية، وتصف الإدمان الناتج بأنه مزيج من إدمان ألعاب الفيديو والتلفزيون مع زيادة في التأثير.


