يتزايد الاهتمام بالأنظمة الغذائية التي تعد بتجديد النشاط وتقوية المناعة في السنوات الأخيرة، وتبرز منها ما يُعرف بالنظام الغذائي القلوي. وتفيد تقارير صحية بأن هذا النظام يقوم على فكرة أن ما نأكله يمكن أن يؤثر في درجة الحموضة داخل الجسم، وأن تناول أطعمة قلوية أكثر مثل الخضروات والفواكه والمكسرات قد يساعد في الحفاظ على صحة أفضل، في حين أن الإفراط في الأطعمة الحمضية قد يخل بالتوازن. ويرى مؤيدو النظام أن الجسم ينتج رمادًا عقب الهضم يمكن أن يتخذ طابعًا حمضيًا أو قلويًا تبعًا لنوع الغذاء، وأن تناول أغذية ذات رماد قلوي يدعم التوازن الداخلي ويقلل من مخاطر الأمراض المزمنة. وعلى صعيد الواقع الطبي، تشير دراسات حديثة إلى أن الكلى والرئتين تنظمان الحموضة بدقة، وأن الطعام لا يغير فعليًا درجة حموضة الدم التي تبقى ضمن نطاق ضيق بين 7.35 و7.45.

كيف يعمل النظام القلوي

يقسم النظام القلوي الأطعمة إلى ثلاث فئات رئيسية: أطعمة حمضية تشمل اللحوم ومنتجات الألبان والأسماك والبيض. أطعمة قلوية تشمل الخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات. وأطعمة محايدة كالنشويات والدهون الطبيعية. والفكرة الأساسية أن الجسم ينتج رمادًا عقب الهضم يتحدد طبيعته وفق نوع الغذاء، ويرى المشجعون أن الأطعمة ذات الرماد القلوي تعزز التوازن الداخلي وتقلل مخاطر الالتهابات. مع ذلك، تؤكد الأدلة الحديثة أن الحموضة في الدم تبقى ثابتة بفضل آليتي الكلى والرئتين، ولا يمكن للطعام وحده تغييرها بشكل ملموس.

الفوائد والصحة العامة

على الرغم من الجدل حول الجانب الكيميائي للنظام، يعزز الاعتماد على أطعمة غنية بالخضراوات والفواكه من مدخول الجسم من البوتاسيوم والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة، ما يدعم صحة القلب والعظام ويقلل الالتهاب. تشير بعض الأبحاث إلى أن اتباع حميات غنية بالنباتات يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة. كما أن تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمعالجة يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول ويحد من مشكلات الكلى، وهو ما يتماشى مع توصيات المنظمات الصحية. وهذا يجعل النمط القلوي يعزز نمط حياة يعتمد على الطعام الطبيعي غير المُصنَّع.

الوزن والطاقة

لا يُعد النظام القلوي من خطط إنقاص الوزن بحد ذاته، لكن اتباعه غالبًا ما يؤدي إلى فقدان تدريجي للوزن لأن أطعمتَه غنية بالألياف وقليلة السعرات. يساعد الاعتماد على الخضار والفواكه في تعزيز الشبع وتقليل الرغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام، مما يسهم في استقرار الوزن بمرور الوقت. كما يعزز تركيز الأطعمة الطبيعية غير المصنعة استقرار سكر الدم وتوفير طاقة مستمرة دون تقلبات كبيرة.

من المستفيد ومن عليه الحذر

يناسب النظام القلوي غالبية الأشخاص الأصحاء، ويفيد بعض المصابين بارتفاع بسيط في ضغط الدم أو مشاكل الكلى الخفيفة. ومع ذلك لا يجدر اتباعه دون إشراف طبي في حالات تتطلب بروتينات عالية مثل الرياضيين أو كبار السن للحفاظ على الكتلة العضلية. وينصح اختصاصيو التغذية بالتوازن وعدم تجنب البروتين الحيواني بشكل مطلق، إذ يحتاج الجسم إلى أحماض أمينية أساسية موجودة فيه.

هل يمكن أن يغيِّر حموضة الجسم؟

تشير أبحاث مؤسسات صحية كالمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان إلى أن درجة حموضة الدم تبقى ثابتة تقريبا ولا يتأثر الدم بتغير غذائي ملحوظ. التغيرات التي تلاحظ في تحليل البول تعكس عملية التخلص من الحمض الزائد وليست دليلاً على توازن الدم أو الأنسجة. ولا يجوز الاعتماد على اختبار بسيط لقياس مدى قلوية الدم كدليل على نجاح النظام أو فشله.

الأطعمة المفضلة والمقللة

تشمل الأطعمة المفضلة الخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب والخس. كما تتضمن الفواكه الطازجة مثل الموز والتفاح والبطيخ والمكسرات النيئة خصوصاً اللوز والكاجو. وتُفضَّل البقوليات والزيوت الطبيعية والماء مع الليمون. أما الأطعمة التي يَفضَّل تقليلها فتشمل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم والمأكولات الجاهزة الغنية بالملح أو السكريات المضافة.

شاركها.
اترك تعليقاً