توضح منظمة الصحة العالمية في تقريرها أن 1.2 مليار طفل تتراوح أعمارهم بين سنة و18 عاماً يتعرضون للعقاب البدني سنوياً، وهو ما يحدث في البيوت والمدارس في مختلف المناطق الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح التقرير أن خطر العقاب البدني متساو بين الأولاد والبنات، وأن أضراره تشمل الصحة البدنية والنفسية على حد سواء. كما يبين أن هذه الممارسات تقود إلى آثار كبيرة تتعلق بالنمو والتطور والسلوك، وتفاقم ضعف الثقة بالنفس والقلق والاكتئاب على المدى الطويل.
الصحة البدنية والنفسية
يؤدي العقاب البدني إلى رفع مستوى هرمونات التوتر مما يؤثر سلباً على النمو العقلي والصحة العامة للطفل، وفي أحيان كثيرة قد يسبب أذى جسيم يصل إلى الإعاقة أو الوفاة. ويؤدي ذلك إلى وجود مشاكل نفسية مثل انخفاض الثقة بالنفس، وعدم الاستقرار العاطفي، والقلق والاكتئاب. ويتزايد تأثير هذه الأضرار مع تكرار العقاب وشدته، ويظهر أثرها في سلوكيات عدائية وارتباك عاطفي.
الأثر التعليمي
يترافق العقاب البدني مع ضعف التركيز والتشتت الذهني مما يؤثر سلباً في قدرة الطفل على المذاكرة والمتابعة المدرسية. وينعكس ذلك في انخفاض النتائج التعليمية وتزايد احتمال التسرب من المدرسة في بعض الحالات. كما يربط التقرير بين شدة العنف ونقص المشاركة في الأنشطة التعليمية وتراجع الأداء العام في المدرسة.
السلوك العنيف
يتعلم الأبناء أساليب العنف كآلية تكيّف نتيجة التعرض للإيذاء البدني، ما يعزز لديهم سلوكاً عدوانياً. وتؤثر هذه التجربة في قدرتهم على الالتزام بالسلوكيات الأخلاقية وتواصلهم مع الآخرين. وتؤدي إلى صعوبات في بناء الثقة واحترام الحدود مع المعلمين والأقران، وتزيد مخاطر مواجهة مشكلات اجتماعية في المدرسة والمجتمع.
تعرض الوالدين للإساءة
تشير النتائج إلى أن الآباء الذين يلجأون إلى العنف في تربية أبنائهم يواجهون مخاطر أكبر لحدوث سوء المعاملة في المستقبل بسبب خلل في التواصل الأسري. ويؤدي ذلك إلى بيئة أسرية غير آمنة تؤثر في الثقة والعلاقة بين الأجيال وتفاقم مخاطر العنف المتبادل. وبمرور الوقت يعزز ذلك الدورة السلبية ويؤثر في الصحة النفسية لجميع أفراد الأسرة.


