تأثير سوء استخدام المضاد الحيوي على صحتك

تعلن الدراسات أن مقاومة مضادات الميكروبات تشكل أزمة صحية عالمية تتفاقم مع مرور الزمن. تخضع الجراثيم، مثل الفيروسات والبكتيريا، لتغيرات جينية تسمح لها بالبقاء عند تعاطي الأدوية المصممة للقضاء عليها. وتنتشر المقاومة، ما يجعل علاج الأمراض الشائعة أكثر صعوبة مع مرور الوقت.

وتوضح دراسة نشرتها مجلة لانسيت أن الوفيات المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات ارتفعت من الأطفال إلى البالغين. وأظهرت زيادة الوفيات بين البالغين وكبار السن، حيث بلغت الزيادة أكثر من 80% بين من عمرهم 70 عامًا فأكثر. وبحلول عام 2050 من المتوقع أن تتسبب مقاومة مضادات الميكروبات في وفاة ما يصل إلى 10 ملايين شخص حول العالم.

طرق مكافحة المقاومة

وتوضح الدكتورة موناليزا ساهو استشارية الأمراض المعدية في الهند طرقاً للحد من انتشار المقاومة. تؤكد أن المضادات الحيوية يمكن أن تنقذ الأرواح لكنها لا تعالج جميع أنواع العدوى. كما أن الالتهابات الفيروسية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد لا تستجيب للمضادات الحيوية، لذلك لا يجوز استخدامها في هذه الحالات.

وتبين الدكتورة ساهو أن المضاد الحيوي فعال عادة فقط عندما تسببها بكتيريا حقيقية. وليس كل التهاب يتطلب مضاداً حيوياً، فمثلاً يمكن أن تشفى بعض التهابات الجيوب الأنفية أو الأذن تلقائياً من دون مضاد. يجب تناول المضاد الحيوي فقط بناءً على وصف الطبيب وبالجرعة والمدة المحددة.

الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية

تعد المضادات الحيوية من أكثر الأدوية شيوعاً، لكنها قد تضر عندما تُهمل في استخدامها. وغالباً ما تباع المضادات الحيوية بدون وصفة طبية، مما يسهّل استخدامها بشكل واسع وغير ضروري. وتؤكد المصادر أن الإفراط في استخدامها يدفع البكتيريا إلى التحور وتطور مقاومات جديدة.

ويجب أن يوصف المضاد الحيوي فقط عندما تكون الحاجة حقيقية وبناءً على وصف الطبيب. كما يجب أن يشرح الطبيب للمريض الأسباب والآثار والمدة والجرعة. كما يجب على مقدمي الرعاية الصحية والمرضى التأكد من أن الوصفة تناسب الحالة وبالجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة.

التطعيمات كأداة للوقاية

وفق بحث نشر في مجلة ScienceDirect، يعتبر التطعيم أحد أقوى أدوات الوقاية الفعالة في الحد من مقاومة مضادات الميكروبات من خلال الوقاية من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وتجنب العدوى الثانوية الناتجة عنها. يقلل التطعيم من الحاجة إلى المضادات الحيوية ويحد من ظهور وانتشار السلالات المقاومة. كما يسهم التطعيم ضد العدوى الفيروسية في تقليل سوء الاستخدام للمضادات الحيوية والإسهام في إبطاء التطور المقاوم.