استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، يوكو ميتسوي، النائب الأول لرئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المستقبلي في ضوء الشراكة الاستراتيجية الطويلة الأمد بين مصر واليابان. وشددت على أن هذه الشراكة أسهمت على مدى عقود في تعزيز التعاون التنموي والاقتصادي والثقافي بين البلدين. وأبرزت أن مصر أطلقت مؤخرًا السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية التي تربط رؤية 2030 وبرنامج الحكومة والاستراتيجيات القطاعية بهدف تعزيز التحول في الاقتصاد المصري نحو القطاعات الإنتاجية. وأشارت إلى استمرار الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي تعزز تنافسية الاقتصاد المصري.
المتحف المصري الكبير وشراكة الترميم
أكدت المشاط تقدير مصر للدور الياباني في دعم وتمويل وتنفيذ مشروع المتحف المصري الكبير، وهو أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة، كما أنه يعد أحد أكبر مشاريع المساعدات الإنمائية في مجالات التراث الثقافي في إفريقيا والشرق الأوسط. أشارت إلى إنشاء مركز الترميم بالمتحف بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، والذي أصبح اليوم مركزًا إقليميًا للتميز في صون التراث والحفظ. سلطت الضوء على الشراكة الممتدة مع الوكالة عبر سبعين عامًا، مع محفظة دعم فني وتكنولوجي بقيمة 2.4 مليار دولار منحة تنموية، إضافة إلى التمويلات الميسرة للمشروعات. وأشارت إلى التقرير المشترك الذي أُصدر خلال الدورة التاسعة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (تيكاد 9)، ويعرض الإنجازات والمشروعات المشتركة خلال هذه الفترة، كما ثمّنت دعم اليابان الإنساني للشعب الفلسطيني في غزة ومساهماتها في الإغاثة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وتناولت المحادثات المحاور المستقبلية للتعاون، حيث ستسهم التعليم في تحديث منظومة التعليم عبر الشراكة اليابانية المصرية بدمج الأنشطة التعليمية اليابانية ومنهجيات مدارس البلدين في العملية التعليمية، واعتماد نموذج التعليم الفني الياباني في بعض المعاهد الفنية لتطوير المهارات الفنية والتقنية لدى الطلاب. كما ناقش الطرفان تطوير شبكة النقل الذكي والمترو والأنفاق، إضافة إلى دور وكالة الجايكا في توفير التمويل الميسر للقطاع الخاص للمساهمة في تنفيذ منصة نُوفّي الوطنية. وتناولت المباحثات فرص التعاون في عدة مجالات رئيسية منها تطوير رأس المال البشري، دعم القطاع الخاص، تعزيز الربط الإقليمي والبنية التحتية، تطوير المنشآت الصحية، التحول الرقمي، والحفاظ على التراث الثقافي. وتؤكد الحكومة المصرية، بالتعاون مع الجانب الياباني، الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في بناء منظومة مستقبلية قوية وجاهزة للتحديات، بما يسهم في تعزيز التنمية الشاملة في مصر.


