أعلن الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن مواجهة عنف الطلاب وتنمرهم داخل المدارس تتطلب خطوات عملية واستراتيجيات واضحة لإعادة الانضباط مرة أخرى. وأوضح أن الوزارة بحاجة إلى مراعاة إجراءات أساسية لتحقيق بيئة مدرسية آمنة ومنظمة. كما أكد أن هذه الإجراءات يجب أن تكون قابلة للتطبيق وتحقق حماية المعلمين والطلاب معًا.
تفعيل دور الأخصائي النفسي
أوضح شوقي عبر صفحته على فيس بوك أن تفعيل دور الأخصائي النفسي المدرب في المدارس يمثل خطوة رئيسية لرصد الحالات المثيرة للمشكلات، وتحليل أسباب السلوك العدواني، والعمل على حل ما يمكن منها بالأساليب التربوية المختلفة. كما يبرز وجود الأخصائي كمرجعية للمساعدة في وضع خطط تدخل تربوية مناسبة وتقييم أثرها. ويؤكد أن وجود الأخصائي يساعد في تعزيز الاستجابة المبكرة وتقليل التصعيد. وتُسهم هذه الخطوات في بناء بيئة مدرسية أكثر توازنًا وشفافية في التعامل مع الطلابذوي الاحتياجات الخاصة.
توفير أنشطة إيجابية للطلاب
أشار إلى ضرورة توفير أنشطة مدرسية مناسبة للطلاب لتفريغ طاقاتهم الانفعالية بطريقة إيجابية. وهذا يمنع التعبير عنها من خلال العنف أو التنمر أو التصرفات غير المقبولة. كما تؤدي الأنشطة إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي وتطوير مهارات التعاون والاحترام بين الطلاب. وتساعد هذه الأنشطة في دعم الانضباط الذاتي وتوفير بيئة تعليمية أكثر إشباعًا وتحفيزًا.
تخفيف الضغوط على الطلاب والمعلمين
أكد شوقي أن تخفيف الضغوط الناتجة عن كثرة الحصص والتقييمات الجافة على الطلاب يحد من السلوكيات العدوانية. كما أشار إلى أن تخفيف الضغوط الواقعة على المعلمين، سواء من كثرة التقييمات أو الرقابة الإدارية، يسهم في تحسين بيئة التعلم ويعزز إنتاجية المعلمين. وأضاف أن بيئة خالية من التوتر تدعم التركيز والانضباط والاحترام المتبادل بين الطلاب والمعلمين.
تشديد الإجراءات الأمنية في المدارس
وشدد على أهمية تأمين المدارس ومنع أي اعتداء على المعلمين، مع اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي ولي أمر يتجاوز، لضمان احترام المعلم وحماية هيبته داخل المدرسة. كما أكد ضرورة وجود آليات واضحة للتبليغ عن أي سلوك عدواني وتطبيق الإجراءات التأديبية وفق القانون. وبيّن أن وجود إجراءات أمنية فعالة يعزز الثقة بين الطلاب والمعلمين والإدارة. وأشار إلى أن التطبيق العادل لهذه الإجراءات يضمن تحقيق الردع وعدم إلحاق الأذى بالمعلمين أو الطلاب.
متابعة الطلاب ذوي المشكلات
أضاف شوقي أن الوزارة والمديريات يجب أن تنفذ متابعات دورية لسجلات الطلاب لدى الأخصائي النفسي والاجتماعي، ومراجعة أساليب التعامل مع الطلاب ذوي المشكلات بشكل منتظم. وتساهم هذه المتابعات في رصد التطورات وتعديل الاستراتيجيات وفق الحاجة. كما تسهم في وضع خطط تدخل أكثر تخصيصًا للطلاب المعرضين للسلوك العدواني. وتؤدي المتابعة إلى تقليل تفاقم المشكلات وضمان استمرارية الرصد والدعم.
إعادة هيبة المعلم
أكد شوقي أن إعادة الثقة للمعلم في نفسه وحمايته من أي تجاوزات تعتبر أمراً جوهرياً، شرط أن يكون تصرفه وفق القانون. وأوضح أن العقوبات يجب أن تستهدف المخالفين من الطلاب وليس المديرين بسبب أخطاء الطلاب. كما دعا إلى وضع آليات حماية للمعلمين وتوفير دعم إداري وقانوني في مواجهة أي تجاوز. وتُظهر هذه الرؤية أن الحفاظ على هيبة المعلم يسهم في بيئة تعلم أكثر عدلاً وانضباطًا.
بوابة شكاوى إلكترونية
اقترح إنشاء بوابة إلكترونية لتلقي شكاوى أولياء الأمور للبت فيها خلال 48 ساعة، دون الحاجة لزيارة المدرسة. وتتيح البوابة تسجيل الشكاوى وتوثيقها ومتابعتها بشكل مركزي. كما تعزز سرعة الاستجابة وإحالة القضايا إلى المعنيين بشكل مُنظم وشفاف. وتُساهم هذه البوابة في تقليل زمن حل المشكلات وتحسين الثقة بين الأسرة والمدرسة.
تعيين معلمين مؤهلين وتقليل المعاشات
أشار إلى أهمية التوسع في تعيين معلمين مؤهلين والحد من الاعتماد على معلمي المعاشات لضمان جودة العملية التعليمية. وأكد أن وجود كوادر تعليمية مدربة يسهم في تطبيق الضوابط الانضباطية بشكل فعّال. كما حث على الاستمرار في تقييم الأداء وتطوير الكوادر التعليمية بما يحقق أهداف المدرسة. وتُعد هذه الخطوة أساساً لضمان استقرار النظام التعليمي وتحسين نتائج الطلاب.
خفض كثافات الطلاب
وشدد على ضرورة البحث عن حلول لتقليل كثافات الطلاب خاصة في المدارس الثانوية لضمان بيئة تعليمية منظمة وآمنة. وبين أن تقليل الأعداد يسمح بالمتابعة الفردية وتطبيق الإجراءات الانضباطية بشكل أكثر فعالية. كما يساهم في تقليل الضغوط على المعلمين وتحسين جودة التدريس. وتؤثر الكثافة المنخفضة إيجابياً في الترابط بين الطلبة والمعلمين وتوفير فرص تعلم أكثر فاعلية.
نشر الإيجابيات
وأكد ضرورة تركيز الإعلام المدرسي على الإيجابيات مثل الطلاب المتميزين والمعلمين المثاليين، لأن نشر الإيجابيات يسهم في تعميم السلوكيات الإيجابية داخل المدارس. وأوضح أن الترويج للنجاحات يعزز الثقة بالنفس ويشجع على الالتزام والانضباط. كما يرى أن الاعتراف بالإنجازات يحفز المجتمع المدرسي على الاستمرار في العمل الجاد. وتُعد هذه الرسالة جزءًا من بناء ثقافة مدرسية إيجابية.
تعديل عقوبات لائحة الانضباط
وطالب شوقي بإعادة النظر في عقوبات لائحة الانضباط بحيث تشدد العقوبات على المخالفين، بما في ذلك الفصل المؤقت أو العام ونقل الطالب إلى مدرسة أخرى بعيدة عند اللزوم. كما دعا إلى فرض غرامات مالية على أولياء الأمور في حال فصل الطلاب، كإجراء رادع. وأوصى بتطبيق عقوبة حرمان الطالب المشاغب من الانتظام في الدراسة داخل المدرسة وإلزامه بالدراسة عن بعد عند الضرورة. كما شدد على ضرورة أن تكون العقوبات متوازنة وتُطبق بشكل عادل وفق القانون.


