توضح هذه النشرة الفرق بين السكتة الدماغية والنوبة القلبية، وتبيّن كيف يتأثر كل عضو بشكل مختلف وتقصّر سرعة الاستجابة من مخاطر المضاعفات. يبيّن النص أن كلا الحالتين ناجمتان عن انقطاع مفاجئ في تدفق الدم، لكن النتيجة النهائية تختلف حسب العضو المصاب. تؤكد في النهاية أن الوقت عامل حاسم، فكل دقيقة تمر تعني فقدان خلايا إضافية في الدماغ أو تلفًا أكبر في عضلة القلب.
ما الفرق بين السكتة الدماغية والنوبة القلبية؟
رغم أن كلتا الحالتين تنتجان عن انسداد أو ضعف في تدفق الدم، فإن الفرق الجوهري يكمن في العضو المصاب. تتوقف السكتة الدماغية عندما يتعطل الدم عن الوصول إلى الدماغ بسبب انسداد أو تمزق الأوعية الدموية، بينما النوبة القلبية تحدث نتيجة توقف التدفق الدموي إلى عضلة القلب بسبب انسداد الشرايين التاجية. وتبقى الحقيقة أن الوقت يضغط؛ فكل دقيقة تأخير قد تُفقد فيها خلايا دماغ جديدة أو يتلف القلب بشكل أشد.
أولًا: السكتة الدماغية – ماذا يحدث داخل الدماغ؟
تحدث السكتة الدماغية عندما يتوقف جزء من الدماغ عن تلقي الدم والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تلف سريع في خلايا الدماغ. ينقسم النوع الأكثر شيوعًا وهو السكتة الدماغية الإقفارية إلى جلطة دموية تسد وعاءً دمويًا وتمنع وصول الدم إلى جزء من الدماغ، فيما يحدث في السكتة الدماغية النزفية تمزق في أحد الأوعية داخل الدماغ ما يسبب نزفًا داخليًا خطير. تشكل النسب الشائعة لهذه الحالات أن نحو 80% من السكتات هي إقفارية ونحو 15-20% نزفية. تتفاوت الأعراض في بدايتها وتتطور فجأة وتشمل تدلي الوجه وخدرًا، وضعفًا في الذراع أو الساق، واضطراب الكلام أو فهمه، وتغيرات مفاجئة في الرؤية، ودوار شديد أو فقدان توازن، إضافة إلى صداع شديد قد يكون بلا سبب واضح.
ثانيًا: النوبة القلبية – ماذا يحدث في القلب؟
تحدث النوبة القلبية حين يتعطل تدفق الدم عن عضلة القلب بسبب انسداد الشرايين التاجية، وغالبًا ما يرجع ذلك إلى تراكم اللويحات الدهنية والكوليسترول. عندما تتكسر هذه اللويحات تتكوّن جلطات دموية تعيق تدفق الدم وتؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب. ليست جميع النوبات القلبية بادرة بألم شديد؛ فقد تكون صامتة أحيانًا خصوصًا لدى مرضى السكري، وتظهر أعراض رئيسية تشمل ألمًا أو ضغطًا في منتصف الصدر، وإحساسًا بالثقل أو الضيق، وألمًا ينتقل إلى الكتف أو الذراع أو الظهر أو الفك، مع ضيق في التنفس وتعرق بارد وغثيان أو دوار أو إرهاق شديد وربما شعور بالإغماء.
الإسعافات الأولية للسكتة الدماغية والنوبة القلبية
أولًا: إسعاف السكتة الدماغية يحتاج إلى سرعة في التواصل مع الخدمات الطبية، فيجب الاتصال بالإسعاف فورًا. اجعل المصاب مستلقيًا على جانبه لتقليل مخاطر الاختناق، وتجنب إعطاء أي طعام أو شراب. لا تعطي الأسبرين في هذه الحالة من دون توجيه طبي، لأن احتمال وجود نزف يمكن أن يزيد من المخاطر. راقب التنفس والوعي لحين وصول الطبيب المختص إلى المكان.
ثانيًا: إسعاف النوبة القلبية يبدأ بالاتصال بالطوارئ فورًا، وضع المصاب في وضع نصف الجلوس، وتقديم أسبرين إذا كان واعيًا وبعيدًا عن وجود حساسية أو مشاكل نزف، ثم تشجيع المصاب على التنفس العميق ومراقبة النبض والتنفس حتى وصول الطبيب. تجنب إعطاء الطعام أو الشراب وتجنب الحركة المجهدة للمصاب. يساهم الالتزام بتلك الإجراءات في تقليل تلف عضلة القلب وزيادة فرص النجاة.
متى يجب طلب الإسعاف فورًا؟
يجب طلب خدمات الطوارئ فورًا عند استمرار ألم الصدر لأكثر من خمس دقائق. كما يستدعي الأمر اتصال الطوارئ في حال حدوث ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق، أو صعوبة مفاجئة في الكلام، أو فقدان وعي. كما يفضل الاتصال في حال وجود ضيق شديد في التنفس أو دوار مفاجئ مع تعرق بارد. لا يجوز الانتظار حتى اختفاء الأعراض قبل طلب المساعدة.
تؤكد المعطيات أن سرعة التعرف على الإشارات والتمييز بين الحالة الدماغية القلبية والتصرف السريع يسهم في إنقاذ حياة المصاب وتقليل المضاعفات. لا تتأخر في طلب المساعدة الطبية عند الشك بأي من الأعراض المذكورة، فالتدخل المبكر يحد من تلف الدماغ أو عضلة القلب. يظل التوعية العامة خطوة مهمة للحد من الوفيات الناتجة عن هاتين الحالتين الأكثر طارئة وخطورة.


