تعلن الجهات الصحية أن العناية بالصحة بعد سن الأربعين تتطلب إجراءات دقيقة. يطرأ على أجسامنا تغير في معدلات التمثيل الغذائي وتوازن الهرمونات، مما يزيد مخاطر الإصابة ببعض الأمراض مع التقدم في العمر. يؤكد المختصون أن النوم الكافي يحمي من الالتهابات ويعزز الجهاز المناعي، كما يساعد على التعافي من الأنشطة اليومية. لذلك يوصى بوضع نمط حياة متوازن يركز على النوم الكافي والتغذية الصحية والتمارين المناسبة.
قلة النوم
ينصح البالغون بين الأربعين والستين عامًا بالنوم من سبع إلى تسع ساعات كل ليلة لدعم عمليات إصلاح الجسم وتوازن الهرمونات. يؤدي نقص النوم إلى زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بمقدار 9% لكل ساعة نقص عن سبع ساعات. ويؤثر قلة النوم في توزيع الدهون في الجسم ويضعف المناعة، ما يجعل التعافي أبطأ ويشعر الشخص بأنه أكبر من عمره. كما يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية مع قلة النوم المستمرة.
تدريبات القوة
تُعد تدريبات القوة ضرورية بعد سن الأربعين، إذ يفقد الجسم جزءًا من كتلة العضلات إذا لم يمارس تمارين المقاومة. تمارين المقاومة مرتين أسبوعيًا تساهم في الحفاظ على كثافة العظام وبناء كتلة عضلية صافية تعزز التمثيل الغذائي. كما تؤدي إلى تقليل مخاطر أمراض القلب وتحسين حساسية الأنسولين في منتصف العمر، ويُنصح البدء بأوزان خفيفة ثم الزيادة بشكل تدريجي. يفضّل الحفاظ على توازن بين التمارين القلبية والوزن لتقليل احتمالية الإصابات وتحسين الأداء اليومي.
التوقف عن الأطعمة المصنعة
التوقف عن الاعتماد على الأطعمة المصنعة هو خطوة مهمة بعد الأربعين. تناول كميات كبيرة من الأطعمة المصنّعة يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم وتزايد الالتهابات، وهو ما يزيد خطر الإصابة بقصور القلب. كما أن قلة الألياف في هذه الوجبات ترفع احتمالية الإصابة بسرطان القولون، بينما توفر المكسرات والفواكه كخيارين صحيين طاقة ثابتة وتخفض مخاطر الإصابة بالسكري. لذلك يفضل الاعتماد على الطعام الحقيقي وتجنب الوجبات الخفيفة المحلّاة والدسمة.
الفحص الدوري المبكر
لا تنتظر حتى يظهر مرض لتجري فحوصاتك الصحية الأساسية. تُظهر الفحوص المخبرية مستوى الدهون والجلوكوز ووظائف الغدة الدرقية وفيتامين د وقياس الهيموغلوبين السكري، وتساعد في اكتشاف المشاكل المبكرة. يساعد الإجراء الدوري على الوقاية من أمراض مزمنة وتقليل وفيات القلب والأوعية الدموية. كما أن المتابعة السنوية تسهم في الحفاظ على راحة البال وتوجيه التغذية والنشاط المناسبين.
إدارة التوتر والطاقة
تؤكد المصادر الصحية أن التوتر المزمن يرفع إنتاج الكورتيزول ويزيد مخاطر ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري بعد الأربعين. كما يتقلص حجم المناطق الدماغية المرتبطة بالذاكرة بسبب التوتر المستمر، وهو ما يرفع احتمالات القلق والاضطرابات العصبية. يساهم التمرين الخفيف، مثل المشي، وممارسة التأمل والتنفس العميق في خفض مستويات التوتر وتقليل مخاطر أمراض القلب، كما يحسن مستويات الطاقة والقدرة اليومية. من المهم إدراج تقنيات إدارة التوتر ضمن روتين منتصف العمر لتحقيق صحة أفضل ومدة عمر أقصر للاضطرابات.


