تؤكد الأبحاث النفسية أن حب الذات قيمة أساسية تبنى عليها شخصية قوية وتواجه الحياة بثقة، وليست مجرد شعور عابر. وتترك الكلمات التي نوجهها لبناتنا عن أنفسهن أثراً عميقاً في نفوسهن، فحين تتحدث الأم عن نفسها بإيجابية تتعلم ابنتها تقدير ذاتها ورؤية قوتها وجمالها بدلاً من النقد واللوم. وتؤكد هذه الرسائل أن وجود نموذج أمومي يعبر عن الرضا الذاتي يمنح الفتيات إطاراً آمناً للنمو بثقة وتوازن.
تؤكد استشارية الصحة النفسية أن الكلمات الإيجابية التي تقال أمام الابنة تخلق بيئة من القبول والحب للذات، وتعلمها أن الخطأ فرصة للتعلم وليس سبباً للخجل. عندما تعبر الأم عن سماتها الإيجابية مثل اللطف والكرم والإبداع، تتجذر لدى الابنة فكرة أن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل. كما أن غياب الرضا الذاتي لدى الفتيات قد يؤثر سلباً على تواصلهن الاجتماعي ونفسيتهن، في حين تتعلم البنات اللاتي يتقبلن أنفسهن الثقة والتوازن للخوض في تجارب الحياة دون خوف أو خجل.
دور الأم في بناء حب الذات
تؤكد الاستشارية أن حب الذات ليس نتاجاً عشوائياً بل يحتاج إلى دعم وتربية واعية من الأم. الأم التي تقدّر نفسها وتعبّر عن فخرها بجسدها وقدراتها، حتى مع تبعات الأمومة وتغيّراتها، تقدم لبناتها درساً في الرضا والتقبل.
كما أن قضاء الوقت مع النفس والاعتناء بالجسم والعقل وممارسة أنشطة بسيطة مثل المشي أو القراءة أو الرسم يرسخ لدى الطفلة معنى الرعاية الذاتية وتقبّلها لذاتها. هذه الممارسات تشكّل بذوراً لثقة متوازنة يمكنها أن تدفع الفتاة للخروج في العالم بثقة أعلى وبخروج آمن من الخجل.
أهمية الحديث الإيجابي عن النفس
تشير الاستشارية إلى أن الكلمات التي توجهها الأم أمام بناتها تشكل جزءاً كبيراً من صورتهن الذاتية، فالأم التي تتجنب السخرية من أخطائها وتتعامل معها كفرص تعلم تعلم بناتها أن التعلم أهم من الخجل. وعندما تعكس الأم صفاتها الجميلة مثل اللطف والكرم والإبداع تعزز لدى الطفلة فكرة أن الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل. إذا حملت الأم رسالة رضا وتقبل، ستنمّي ابنتها الثقة وتدفعها لمشاركة نفسها وخوض تجارب الحياة دون خوف أو تردد.


