أعلنت مراجعة صحية شهيرة وجود تسع خرافات شائعة مرتبطة بنزلات البرد. تطرح هذه الخرافات آراء متداولة حول التعافي والوقاية وتختلف في مدى صحتها. تقدم الفقرات التالية توضيحات مستندة إلى مراجعة علمية توضح الحقيقة وتبديد المفاهيم المغلوطة.
المضادات الحيوية ونزلات البرد
توضح المراجعة أن المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد لأنها ناجمة عن فيروسات. تعمل المضادات الحيوية على قتل البكتيريا أو إبطاء نموها وليست فعالة ضد الفيروسات المسببة للنزلة. استخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح قد يسبب مقاومة لهذه الأدوية ويؤثر سلباً على الصحة العامة.
فيتامين سي والوقاية
لا تُظهر الأدلة حتمية بأن فيتامين سي يمنع نزلات البرد بشكل قاطع. قد يساهم أحياناً في تقليل مدة الأعراض لبعض الأشخاص، ولكنه ليس وقاية مؤكدة. يُنبه إلى تجنب الجرعات الكبيرة عند المصابين بأمراض الكلى والحوامل لتجنب اضطرابات في الجهاز الهضمي.
الترطيب والتغذية أثناء المرض
عند الإصابة بالبرد أو الحمى، من الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم وتناول السوائل والإلكتروليتات. يعد حساء الدجاج خياراً جيداً لأنه سهل الهضم ومرطب للجسم. كما تدعم التغذية المتوازنة البروتينات والعناصر الغذائية الشافية للجسم أثناء فترة المرض.
الماء والبرد
على الرغم من أن الشعر المبلل قد يجعل الشخص يشعر بالبرد، فلا يسبب نزلة برد بذاتها. عادةً ما تتكاثف العدوى نتيجة الفيروسات والتقارب الوثيق مع المصاب. مع ذلك، من الضروري ارتداء ملابس دافئة والحماية من الأجواء القاسية لمنع التعرض المستمر للبرد.
الألبان والمخاط
لا يوجد دليل قاطع يربط منتجات الألبان بزيادة كثافة المخاط بشكل عام. قد يشعر بعض المصابين أن الأطعمة الباردة تكون مهدئة للالتهاب أو تؤدي إلى راحة مؤقتة، لكنها ليست سبباً رئيسياً لزيادة المخاط. بشكل عام، لا يُثبت أن الألبان تزيد من مشاكل النزلة بشكل عام.
الحُمّى ونزلات البرد والإنفلونزا
تنتج نزلات البرد والإنفلونزا عن فيروسات مختلفة، إلا أن الأعراض قد تكون متقاربة بما فيها الحمى. تعتبر الحمى آلية دفاع طبيعية للجسم ضد العوامل الغريبة وليست دليلاً محدداً على نوع العدوى. لذلك يصعب التمييز بين النزلة والإنفلونزا اعتماداً فقط على وجود الحمى.
العدوى قبل الحمى وبعدها
لا يلزم وجود حمى لتكون المصاب معدياً، إذ قد تكون الأعراض خفيفة أو غائبة تماماً. قد تكون العدوى معدية قبل ظهور الأعراض وبعدها، وتكون أكثر عدوى في الأيام الأربعة الأولى من بدء الأعراض. كما قد تبقى الفيروسات في الجسم لأسابيع حتى اختفاء الأعراض، مع انخفاض احتمال الانتشار بمرور الوقت.
الوقاية من نزلات البرد
تشير المراجعة إلى وجود إجراءات وقائية يمكن اعتمادها للحد من نزلات البرد خلال الشتاء. تشمل هذه الإجراءات غسل اليدين بالصابون بشكل متكرر، وتنظيف الأسطح الملامسة، والحفاظ على رطوبة الجسم، وتناول غذاء صحي غني بالعناصر الغذائية. كما يُنصح بالنوم الكافي وتجنب الاختلاط القريب مع المرضى للحد من انتشار العدوى.
الأدوية كعلاج للنزلة
تنوه المراجعة بأن الأدوية لا تشفي نزلات البرد بل تخفف من أعراضها مثل الحمى وآلام الجسم. الشفاء الحقيقي يعتمد على الراحة وشرب الماء والتقيد بتوجيهات الطبيب عند الحاجة. يجب استخدام الأدوية بهدف التخفيف وليس كعلاج نهائي للنزلة، مع مراعاة التوجيه الطبي وتوقيت الاستخدام المناسب.


