أعلنت وزارة الصحة والسكان تخريج أول دفعة من برنامج التدريب الميداني للوبائيات (FETP) – مسار مكافحة ناقلات الأمراض. يأتي ذلك في إطار جهود تعزيز قدرات فرق المكافحة والاستجابة للمخاطر المرتبطة بها، خاصة في ظل التغيرات المناخية. نفذ البرنامج قطاع الطب الوقائي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية، بمشاركة 32 أخصائيًا من 17 محافظة والفريق المركزي. وتُعد هذه الدفعة خطوة تمهيدية نحو إطار وطني مستدام يرسخ الترصد الحشري والاستجابة السريعة على مستوى الجمهورية.

تفاصيل التدريب والهدف

شملت الدفعة تدريبًا مكثفًا استمر ستة أشهر، جمع بين المحاضرات النظرية والتطبيق الميداني في علم الأوبئة وتقصي التفشيات وتحليل البيانات وكتابة التقارير العلمية. كما اشتملت على المحاكاة الميدانية ومكافحة النواقل كجزء أساسي من المنهج. وتشكل هذه الخبرات نواة لبرنامج وطني مستدام يدعم الترصد الحشري والاستجابة السريعة على مستوى الجمهورية. وتأتي في إطار توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان للارتقاء بمستوى فرق مكافحة النواقل والاستعداد لمواجهة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ.

ومن جانبه، أكد الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة أن البرنامج الأول من نوعه في أفريقيا والشرق الأوسط، ويمثل خطوة رائدة أسهمت في تحقيق إنجازات مصرية بارزة. من بين هذه الإنجازات حصول مصر على الإشهاد الدولي بالخلو من الملاريا في 2024، إضافة إلى القضاء على التراكوما في نوفمبر الماضي. وتؤكد هذه النتائج أهمية الاستثمار في قدرات الترصد الوبائي ومكافحة النواقل كركيزة أساسية للصحة العامة. كما تمثل هذه الدفعة منصة لتوطين التدريب ضمن إطار وطني مستدام.

وأشاد الدكتور نعمة عابد ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر بالريادة المصرية في الطب الوقائي، مؤكدًا استمرار دعم المنظمة لتعزيز القدرات الوطنية في الترصد الوبائي ومكافحة النواقل. ووصف البرنامج بأنه نموذج متقدم للتعاون يعزز الأمن الصحي إقليميًا ودوليًا. وأكدت المنظمة رغبتها في مواصلة دعم مصر في التحديث المستمر للترصد والتدخلات الوقائية.

اختتمت الفعالية بتكريم الخريجين والمشرفين، مع التأكيد على توسيع المسار المتخصص خلال السنوات المقبلة لدعم الأمن الصحي ومواجهة التحديات العالمية. وتؤكد الوزارة أن المسار سيستمر في الإسهام بمكافحة النواقل وتطوير الكوادر الوطنية في مجالات الترصد والاستجابة. وتؤكد النتائج أهمية العمل التعاوني بين الجهات الوطنية والدولية لتعزيز جاهزية البلاد في مجال الصحة العامة.

شاركها.
اترك تعليقاً