العدوى والانتقال
تعلن المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) أن مرض اللسان الأزرق يصيب مجموعة واسعة من الحيوانات المجترة مثل الأغنام والأبقار والماعز والغزلان والإبل، ويشكل خطراً متزايداً على قطاع الثروة الحيوانية عالمياً. وعلى الرغم من أن الفيروس لا يمثل تهديداً لسلامة الغذاء أو صحة الإنسان، إلا أنه قد يقتل الماشية ويؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة وتقييد حركة التجارة. ولا ينتقل الفيروس مباشرة بين الحيوانات، بل ينتشر بشكل أساسي عبر البعوض اللاسع الذي يعمل كناقل له. وينشط البعوض الناقل في المواسم الدافئة، وقد تعتمد قدرته على الانتشار على هجرته باستخدام تيارات الرياح، مما يفسر انتشاره عبر أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين.
يُعتبر البعوض الناقل العامل الرئيسي في انتشار العدوى، وتؤدي هجرته وتغيرات الرياح إلى انتشار الفيروس في مناطق جديدة. ويتسبب وجود البعوض الناقل في تفاقم مخاطر الانتقال خصوصاً في المواسم الدافئة حين يلسع حيوانات مصابة وينقل الفيروس إلى حيوانات أخرى معرضة للإصابة. وتوضح الرصد أن حركات الرياح وتيارات الهواء المتغيرة تلعب دوراً في تنقّل الفيروس عبر مسافات متفاوتة، وهو ما يفسر ظهوره في دول متباعدة. وتؤكد الملاحظات أن انتشار المرض يمكن أن يتسع ليشمل مناطق جديدة لم يكن لها اتصال سابق بالفيروس.
الأعراض وعلامات المرض
تختلف شدة المرض باختلاف نوع الحيوان، لكن العلامة المميزة هي تضخم اللسان والأغشية المخاطية وتحوّل لونها إلى الأزرق في الحالات الشديدة نتيجة للنزيف ونقص الأكسجين. وهذه العلامة لا تظهر لدى جميع الحيوانات المصابة. وفي الأغنام تتضمن الأعراض تقرحات في الفم والأنف وتورماً في الشفاه واللسان والرأس والرقبة، إضافة إلى سيلان مفرط للعاب وارتفاع الحرارة وصعوبات في التنفس وتورم الشريط التاجي عند ملتقى جلد الساق بالحافر.
في الماشية غالباً ما تكون الأعراض أقل وضوحاً وتضم الخمول وفقدان الشهية وانخفاض إنتاج الحليب وتآكلاً حول فتحتي الأنف والفم، كما قد تحمل الحيوانات البالغة الفيروس لأسابيع دون ظهور أعراض. أما الصغار فتصيب العجول والحملان في أرحام أمهاتها، ما يؤدي إلى ولادة صغار ضعيفة أو مشوهة أو عمياء، كما قد يسبب الإجهاض وولادة المواليد الميتة. ولا يصيب الفيروس الخيول والخنازير والكلاب.
الانتشار والتوطين
ينتشر مرض اللسان الأزرق بشكل واسع في المناطق التي يتوطن فيها البعوض الناقل، وفقاً للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وقد رُصدت حالات في تونس والهند والصين وإسبانيا والولايات المتحدة. وتعتبر العديد من الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية متوطنة، أي أنها تشهد نمط انتشار شائع ويمكن التنبؤ به. ويعني التوطّن وجود انتشار مستمر يمكن توقعه عبر مواسم معينة من السنة.
توضح التطورات المرتبطة بتغير المناخ أن القدرة على الانتشار قد تتسع تدريجياً إلى مناطق جديدة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير تيارات الرياح إلى تكاثر البعوض وتزايده ونقل الفيروس لمسافات أوسع. وتزداد المناطق المعرضة للفيروس وهي تلك التي لم يكن لها اتصال سابق به. وتستلزم التطورات المناخية تبني استراتيجيات وقائية مستدامة تشمل التطعيم المتاح في دول متعددة والمكافحة الفعالة للبعوض ومراقبة مستمرة لحدود الانتشار.
التغير المناخي وتحديات المستقبل
ومن المتوقع أن يؤدي الاحتباس الحراري وتغير المناخ إلى تفاقم مشكلة انتشار فيروس اللسان الأزرق، حيث أصبح الشتاء أكثر دفئاً وتغيرت تيارات الرياح مما سهل البعوض في التكاثر والهجرة ونشر الفيروس في مناطق جديدة. وتزداد المناطق المعرضة للفيروس وهي تلك التي لم يكن لها اتصال سابق به. وتستلزم التطورات المناخية تبني استراتيجيات وقائية مستدامة تشمل التطعيم المتاح في دول متعددة والمكافحة الفعالة للبعوض ومراقبة مستمرة لحدود الانتشار.
إجراءات الوقاية والسيطرة
تُعد الوقاية والسيطرة على نواقل الفيروس (البعوض) الإستراتيجية الرئيسية للحد من الانتشار، وتُطبق الدول برامج التطعيم المتوافرة ضد فيروس اللسان الأزرق وتُنفذ إجراءات صارمة لمكافحة الحشرات. كما تُفرض إجراءات الحجر الصحي والاختبار عند وصول حيوانات من مناطق ينتشر فيها المرض. وتُطبق أيضاً إجراءات التخلص الفوري من الحيوانات المصابة في المناطق المصنّفة خالية من فيروس اللسان الأزرق لمنع استمرار الانتشار. وتكمن أهمية التنسيق بين الجهات البيطرية والسلطات في تعزيز سلامة القطاعات التجارية الحيوانية على المدى الطويل.


