تعلن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا عن أزمة تاريخية هذا الشتاء بسبب ارتفاع أعداد المرضى في المستشفيات نتيجة الإنفلونزا. وتفيد التقديرات بأن سلالة جديدة من الإنفلونزا أكثر عدوى وتسبب مرضاً أشد وتؤدي إلى دخول أعداد كبيرة من المرضى إلى المستشفيات مقارنة بالعام الماضي. وتقول المصادر الرسمية إن الوضع قد يضع النظام الصحي تحت ضغط غير مسبوق كما جرى خلال فترات جائحة كورونا. وتؤكد الهيئة أن ارتداء أقنعة الوجه يظل إجراءً مفيداً للحد من انتشار الفيروس، خصوصاً في المناطق المزدحمة داخل المستشفيات.
تفاصيل الإنفلونزا وسرعة الانتشار
تسيطر سلالة من فيروس الإنفلونزا A (H3N2)، المعروفة بالسلالة الفرعية أو الإنفلونزا الفائقة، على الحالات وتدفع الأعداد إلى الارتفاع في المستشفيات. وتبلغ الدعوات المتزايدة إلى ارتداء القناع كإجراء وقائي مع بدء الموسم بشكل مبكر وغير عادي. ويرتبط ارتفاع الإصابات في الأغلب بزيادة العدوى بين الأطفال من 5 إلى 14 عاماً، حيث يمثل H3N2 الغالبية، وتضاعفت أعداد المرضى في المستشفيات الآن عشر أضعاف ما كانت عليه في الفترة نفسها من 2023. وتشير التوقعات إلى احتمال حدوث موجة عدوى قوية مصاحبة لفيروسات موسمية أخرى في الفترة نفسها.
بلغ المتوسط اليومي لمرضى الإنفلونزا في المستشفيات في إنجلترا 1717 مريضاً خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك 69 حالة في العناية المركزة، وهو أعلى بنسبة 56% من الأسبوع نفسه في عام 2024. وبلغت ذروة أعداد الإصابات في الشتاء الماضي 5408 مريضاً في أوائل يناير، وهو أعلى رقم أسبوعي منذ جائحة كورونا. وتؤكد الهيئة أن موسم الإنفلونزا بدأ مبكراً، وأن ارتفاع الأعداد قد يفاقم الضغط على خدمات الرعاية الصحية في الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع وجود اضطرابات عمالية. وتحث على أخذ لقاحي الإنفلونزا والكورونا، وتطبيق إجراءات حماية مثل ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن المزدحمة والمناطق عالية الخطورة داخل المستشفيات.
وأظهرت بيانات الصحة العامة في اسكتلندا أن الحالات المخبرياً المؤكدة ارتفعت من 845 إلى 1759 بين 24 و30 نوفمبر، وارتفع عدد الدخول إلى المستشفيات بنسبة 70%، فيما بلغ نحو 40% من الحالات لمن هم 65 عاماً فأكبر. وتُسجل أعلى معدلات الإصابة بين الفئات الأصغر سناً، وتؤكد الأرقام أن الضغط يؤثر عبر المناطق المختلفة. وتراقب دول أوروبية أخرى الوضع وتدرس فرض ارتداء أقنعة في المرافق الصحية؛ ففي إسبانيا ناقشت الحكومة الفكرة لكنها لم تعتمدها حتى الآن ما لم تتفاقم الحالة. وتواصل الجهات الصحية في المملكة تعزيز اللقاحات وتطبيق إجراءات الحماية في المستشفيات للمناطق ذات الخطورة.


