أوضح الدكتور كونال سود أن الالتهاب الرئوي التنفسي قد ينشأ نتيجة حادث بسيط يؤدي إلى استنشاق مواد من المعدة إلى الرئتين. وأشار إلى أن مثل هذه الحوادث قد تتطور بشكل مفاجئ وتكون قاتلة إذا تسربت كميات كبيرة من اللعاب أو السوائل إلى المجاري التنفسية. وتبيّن أن وجود مواد من المعدة في الرئتين يمكن أن يحفز التهابات وتفاعلات مناعية تضعف تبادل الأكسجين وتؤدي إلى تدهور الوضع الصحي.

ماذا يحدث في الالتهاب الرئوي التنفسي؟

يحدث الالتهاب الرئوي التنفسي عندما تدخل المواد المفترض أن تبقى في المعدة إلى مجرى الهواء وتصل إلى الرئتين، مثل اللعاب وجزيئات الطعام والسوائل. ويشرح الدكتور سود أن هذه الجزيئات قد تنقل معها بكتيريا وتصل إلى الحويصلات الهوائية، محاكيةً آليات الدفاع الطبيعية في الجسم. بمجرد استقرار البكتيريا في الجهاز التنفسي السفلي، يمكن أن تثير استجابة التهابية تبدو بنسيج رئوي متضرر وتراكم السوائل أو القيح في الحويصلات.

وفقًا للمكان الذي تدخل منه المواد المستنشقة وبكتيرياها، قد ينتشر الالتهاب وتصبح الحويصلات الهوائية مغمورة بالسوائل مما يصعّب الأكسجة الدموية وتبادل الغازات. كما تشير المصادر إلى أن الاستنشاق غالبًا يحمل بكتيريا محمولة من الفم أو الحلق، وهذا يجعل الدفاعات الطبيعية للجسم تتعثر إذا كان حجم المادة كبيرة أو إذا كانت دفاعات المريض ضعيفة. وتعمل هذه العوامل معًا على تعزيز الإصابة بالالتهاب الرئوي وتفاقم الحالة الصحية للمصابين.

من الأشخاص المعرضين للخطر؟

تزداد مخاطر الالتهاب الرئوي التنفسي مع التقدم في العمر بسبب ضعف القوة العضلية وتباطؤ ردود الفعل ووهن مستمر في الوظائف الجسمية. وتظهر الدراسات أن كبار السن يمتلكون معدلات أعلى للإصابة وتدهور النتائج عند الإصابة. كما تزيد الاضطرابات العصبية أو العضلية مثل السكتة الدماغية والخرف وأمراض الأعصاب التنكسية أو وجود سرطان في الرأس أو الرقبة من احتمال حدوث الاختناق وتراجع حماية مجرى الهواء.

تزيد الاضطرابات العصبية أو العضلية مثل السكتة الدماغية والخرف وأمراض العصب والتنكس العصبي من احتمال حدوث الاختناق وتراجع حماية مجرى الهواء أثناء التغذية، ما يزيد فرص استنشاق المواد إلى الرئتين. كما تؤدي هذه الحالات إلى صعوبات في البلع أو حماية مجرى التنفّس أثناء التغذية، وبالتالي ترتفع مخاطر الالتهاب الرئوي التنفسي في هذه الفئات. لذا فإن التقييم المستمر لهذه العوامل مهم للوقاية من هذه الحالة الصحية.

سوء نظافة الفم

يساهم سوء نظافة الفم في وجود استيطان بكتيري في الفم والحلق؛ عندما تكون أعداد البكتيريا كبيرة يمكن أن ينتقل جزء من هذه الجراثيم مع الإفرازات إلى الرئتين. وتكون القطيرات الصغيرة المحتوية على البكتيريا قادرة على الوصول إلى القصبات الهوائية إذا كانت الدفاعات ضعيفة. لذلك يعتبر الحفاظ على صحة الفم ونظافته إجراءً وقائيًا يقلل من احتمال وصول البكتيريا إلى الرئتين أثناء الاستنشاق.

الأعراض وعلامات التحذير

قد يتطور الالتهاب الرئوي التنفسي تدريجيًا أو يظهر فجأة، ولا تكون الأعراض واضحة دائمًا، خاصةً لدى كبار السن. وتشمل العلامات الشائعة السعال والحمى والتعب، ثم تظهر أعراض تنفسية أكثر تحديدًا مثل ضيق التنفس والصفير. غالبًا ما يرافق السعال بلغم يختلف لونه وقد يكون كريه الرائحة أو مائلًا إلى الأخضر أو الداكن، وقد يحتوي أحيانًا على صديد أو دم. كما يشعر المريض بألم في الصدر خاصة عند السعال أو التنفس بعمق.

طرق الوقاية

يمكن تقليل المخاطر باتباع إجراءات وقائية بسيطة. يوصى بتناول الطعام والشراب بشكل آمن وببطء، ومضغ الطعام جيدًا، وتجنب الحديث أثناء الأكل. كما يساعد الحفاظ على نظافة الفم بشكل منتظم في تقليل الحمل البكتيري في الفم، وهو ما يقلل من خطر وصول المواد المستنشقة إلى الرئتين وتسبب العدوى.

طرق التشخيص والعلاج

يستخدم الأطباء مجموعة من التقييمات السريرية والاختبارات لتشخيص الالتهاب الرئوي التنفسي، بما في ذلك التصوير الشعاعي للصدر والتصوير المقطعي المحوسب، إضافة إلى فحوص الدم للتحقق من وجود عدوى وتحديد شدتها. إذا كانت العدوى بكتيرية أو مشتبه بها، يوصف العلاج بالمضادات الحيوية ويرافق ذلك دعم من الأكسجين والسوائل الوريدية، وربما يحتاج المريض إلى الاستشفاء تبعًا لشدة التنفس. في حالات عسر البلع أو خطر الاستنشاق، قد يقتضي العلاج تعديل وضعية الطعام أو تغيير قوامه وتدريبات للبلع، وتصبح التهوية الميكانيكية خيارًا في الحالات الحرجة.

شاركها.
اترك تعليقاً