فهم شيخوخة المواد اللينة في بيئة انعدام الجاذبية

تُدرس المواد اللينة، مثل المايونيز والواقي من الشمس والكريمات، على متن محطة الفضاء الدولية لمعرفة كيف تتغير بنيتها مع الزمن وما إذا كانت الجاذبية الأرضية هي السبب وراء انفصال مكوّناتها وتغيّر قوامها المعتاد.

تطرح الأسئلة نفسها: ماذا يحدث لهذه المواد في بيئة تكاد فيها الجاذبية معدومة؟ ولهذا أطلق العلماء في ISS منشأة COLIS لدراسة شيخوختها وإعادة تشكلها في ظروف انعدام الجاذبية تقريبا.

يستخدم الباحثون من معهد البوليتكنيك في ميلانو وجامعة مونبليه هذه المنصة لتتبع تطور المواد عبر طرق قياس دقيقة، مثل تشتت الضوء الديناميكي حيث يُسلَّط ليزر على العينات لرصد التغيرات الدقيقة في طريقة انعكاس الضوء، وبذلك يمكن متابعة بنية المواد لحظة بلحظة.

أظهرت النتائج الأولية أن الجاذبية تلعب دوراً هائلاً في تحديد سلوك المواد اللينة، وتفوق تأثيرها التوقعات السابقة حتى أن باحثاً قال إن الجاذبية “تتدخل بصمت في تشكيل المنتجات التي نستخدمها كل يوم”.

ولا تقتصر أهمية هذه النتائج على الفضاء فقط، ففهم كيف تغيّر المواد اللينة يساعد في تطوير تركيبات المستحضرات والتجميل والأغذية والأدوية لتكون أكثر ثباتاً وتدوم لفترة أطول، مع أن الجسيمات النانوية الغروانية التي يدرسها COLIS تمثل مثالاً مثالياً لهذه المعرفة.

بدعم من الوكالة الأوروبية للفضاء وغيرها من المؤسسات، تُفتح أمام هذه التجارب إمكانية الوصول إلى جيل جديد من المنتجات عالية الجودة على الأرض، إذ فهم استقرار هذه المواد في ظروف انعدام الجاذبية يعزز من أدائها في الأرض سواء في المستحضرات أو الأدوية.

شاركها.
اترك تعليقاً