يظهر الدم المصاحب للبلغم أحياناً نتيجة سعال متكرر أو التهاب بسيط في الحلق، وهو ما يجعل الأمر يثير القلق لدى كثيرين. قد تكون الحالة عابرة وتختفي مع تحسن السعال خلال أيام قليلة، لكنها قد تشير أيضًا إلى أمراض تحتاج إلى فحص. يثبت الطبيب اختصاصي الصدر أحياناً سبب النزف من خلال الفحص الطبي والأشعة حسبما يراه مناسباً. يركز التقييم على معرفة مكان النزيف ومدى شدته وتحديد العلاج المناسب.

يمكن أن تنجم خيوط الدم عن جفاف الممرات التنفسية عندما يقل ترطيب الهواء أو عند وجود التهاب بسيط في الحلق. يؤدى انخفاض الرطوبة إلى جعل الغشاء المخاطي أكثر هشاشة وتشققات في الأوعية الدموية. كما قد يلاحظ الدم في البلغم عند سعال شديد أو مزمن، خصوصاً مع العدوى الخفيفة. في بعض الحالات، يكون الدافع هو دواء مميع للدم مثل الوارفارين أو الهيبارين، وتحتاج تلك الحالات إلى تعديل الجرعة أو اختيار بدائل تحت إشراف الطبيب.

أمراض رئوية محتملة

أحياناً يكون الدم في البلغم علامة على عدوى رئوية نشطة مثل الالتهاب الرئوي، وترافقها عادة حمى وضيق في التنفس وألم صدر وإفراز بلغم بلون أصفر أو أخضر. العلاج يعتمد على المضاد الحيوي المناسب والدعم الطبي، ولا يجوز تأجيل الفحص الطبي إن أظهرت الأعراض استمرارية أو تفاقم. كما يمكن أن يكون فحص البلغم ضرورياً لتحديد منشأ النزف وتوجيه العلاج.

السل الرئوي

يعد السعال المصحوب بالدم أحد أبرز علامات السل الرئوي، وهو مرض معدٍ ينتج عن بكتيريا المتفطرة السلية. غالباً ما يعاني المريض من سعال مزمن وفقدان وزن وتعرق ليلي وحرارة منخفضة تستمر لفترة طويلة. يتطلب العلاج متابعة دقيقة واستخدام مجموعة من المضادات الحيوية على مدى أشهر وتحت إشراف طبيب صدر أو مختص بالأمراض المعدية.

مشكلات القلب والرئتين

ليس كل نزفاً في البلغم مصدره الجهاز التنفسي فربما يكون نابعا من القلب، مثل القصور القلبي الاحتقاني الذي يسبب تراكم السوائل في الرئتين ويظهر البلغم بلون وردي أو رغوي. في هذه الحالة يحتاج الوضع إلى تدخل طبي فوري لتحديد السبب القلبي ومعالجته. كما يمكن أن تسبب الجلطات الرئوية نزفاً بسيطاً مع ألم صدر شديد وضيق في التنفس يتطلب الاستشارة الطبية الطارئة.

عوامل بيئية ونمط الحياة

يمكن أن يؤدي استنشاق الملوثات والمواد الكيميائية في بيئات العمل المغلقة، أو تعاطي المخدرات المستنشقة مثل الكوكايين، إلى تهيج الأغشية المخاطية وتهتك الأوعية الدمويّة الدقيقة. كما أن التغير المفاجئ في الضغط خلال السفر الجوي أو الغوص قد يسبب ظهور الدم في البلغم بسبب تمدد الأوعية داخل الجيوب الأنفية. هذه العوامل لا تعني بالضرورة وجود مرض خطير لكنها تقتضي توخي الحذر وتقييم الحالة عند تكرار الدم في البلغم.

متى يصبح الوضع خطيرًا؟

ينبغي استشارة الطبيب فوراً إذا تكرر وجود الدم في البلغم لأكثر من ثلاثة أيام، أو كان الدم غزيرًا أو داكن اللون، أو صاحب المصاحبة لارتفاع في الحرارة أو خفقان القلب أو زرقة الشفاه. عادةً ما يطلب الطبيب فحصاً للصورة الشعاعية للصدر وتحاليل البلغم لتحديد المصدر، وقد يلجأ إلى تنظير الشعب الهوائية في الحالات غير الواضحة. قد يعتمد التدخل الطبي على نتائج تلك الفحوص وتحديد العلاج المناسب.

العناية الذاتية ودعم الشفاء

حتى في الحالات البسيطة، يساهم دعم الجهاز التنفسي باتباع عادات صحية مثل الإقلاع عن التدخين وتجنب المهيجات والحفاظ على الرطوبة وتقييم أي تغير في لون البلغم وكميته. كما يُنصح بالنوم الكافي وتناول أطعمة غنية بفيتامين ج الذي يعزز التئام الأنسجة وقوّة الشعيرات الدموية. وتُذكر خطوات بسيطة مثل شرب الماء بانتظام واستخدام بخاخ ماء مملح للأنف في البيئات الجافة أو أثناء الرشح والبرد.

شاركها.
اترك تعليقاً